(هل صحيح أنك قلت أن الجزائر ليست بلدا عربيا ولا إسلاميا، بل هو بلد يهودي؟).. هكذا تسأل صحفية قناة دبي الفضائية التي لا تعرف لون بشرتها الحقيقي من كثرة المساحيق التي تلطخ وجهها ضيفها (العبقري) الصهيوني برنار هنري ليفي، وهو سؤال لم يُثر استغراب المشاهدين وحدهم، بل فاجأ الصهيوني ليفي نفسه، فرد قائلا، بعد بعض الحركات التي عبّر بها عن اندهاشه: (لا..) طبعا لم يشف سؤال الصحفية (اللامعة) التي تشتغل في قناة دولة لا يعرف مواطنوها معنى كلمة الديمقراطية أو التداول على الحكم، ولو بصورة شكلية، غليلها، ولم يشفه جواب الصهيوني المعروف بكونه (عرّاب التخلاط العربي)، فدخلت في الموضوع مباشرة، وسألته: (ألا تريد أن يصل الربيع العربي إلى الجزائر؟).. ولا تحتاج، عزيزي القارئ، إلى تخمين إجابة هنري ليفي، الذي انقض على السؤال قائلا.. (نعم طبعا أريد..) ثم يمضي متحدثا عن الجزائر وكأنها (بلده الثاني) فيقول أنه لديه أصدقاء كثيرين بالجزائر، وأن بالجزائر شباب عظيم يحلم من أجلهم أن تتحقق الحرية.. ولم يقل لنا (سي ليفي) إن كانت الحرية التي يحلم بها في الجزائر هي تلك التي أهداها لليبيا التي باتت عاجزة عن تنظيم مباراة في كرة القدم، وغير قادرة على حماية سفير أقوى دولة في العالم من القتل.. أو تلك التي يعمل هو ومن وراءه وأذنابه من الأعراب والمستعربين على تحقيقها في سوريا التي تتمزق وتُدمر وتتفرق دماء أبنائها بين الأطراف المتصارعة. حماقة ليفي ودناءة القناة التي استضافته، دون خجل ودون أن تستحي من تدنيس أستديوهاتها إن لم تكن قد تعرضت للتدنيس من قبل بمحاورة صهيوني قذر يجاهر بولائه لبني صهيون، ويدافع عن (حق إسرائيل) في قتل أطفال غزة، باسم (الدفاع عن النفس)، لم تمر مرور الكرام على الجزائريين الذين انبروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات للرد عليه وعلى الصحفية التي بدت فخورة بالجلوس مع متصهين ينتمي لسلالة بني قريضة التي لم تنقرض حتى الآن.. وقال أحد شباب الجزائر رادا على برنار ليفي حاشاكم أن هذا الأخير قد صدق حين قال أن شباب الجزائر شباب عظيم.. فشباب الجزائر عظيم فعلا، ولكن ليس في الخيانة والتفريط في شبر من أرضه وحريته.. (قسما بالله نموت ألف ميتة وما نشوفكمش تتمتعو ببترول وخيرات بلادي تفوو عليكم وعلى_ هاذ القنوات التي تسمح لكم بالنهيق..) وقال آخر: (إنه يدعو إلى ثورة في الجزائر.. أقول له أنا جزائري لن تخدعني انت ولا غيرك لتدمير بلدي.. إن كانت هناك ثورة فهي عليك وعلى أسيادك الدين يحركونك).. الفيلسوف الفرنسي الصهيوني برنار ليفي جمع عند الجزائريين بين عيبين.. الانتماء لفرنسا البغيضة التي فعلت الأفاعيل في الجزائر، والولاء للصهيونية اللعينة التي تذبح الفلسطينيين جهارا نهارا، ولذلك لم تعد القاذورات التي تخرج من فمه مثيرة للعجب، إنما ما يثير عجب الجزائريين الذين مازالوا يأملون رؤية الوطن العربي موحدا هو ما يخرج من أفواه أنصاف السياسيين وأشباه الإعلاميين في بعض بلدان الخليج التي كان حال بعضها في الجاهلية قبل بعثة خير خلق الله أجمعين المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم أكثر ديمقراطية من حالها اليوم، ومن يريد على ذلك دليلا فليبحث عن أسماء حكام بعض دولها، ويمكنه أن يكتشف أن أكبر دولة عربية خليجية تسمى باسم العائلة التي تحكمها منذ عشرات السنين، ويكتشف أن اسم الدولة التي بها أبرز قناة إخبارية عربية يحكمها كهل عاق انقلب على والده.. فهل يمكن لعاق أن ينشر فضائل الأخلاق؟..