جدّد مؤخرا سكان حي (الكاريار) بأعالي بلدية الناظور بغرب ولاية تيبازة مطالبهم بإيجاد حلول عاجلة للمشكلة التي أضحت تهدد حياتهم منذ سنة 2008 وإلى غاية يومنا هذا، ولقد تمثلت أساسا في مشكل الإنزلاقات الكبيرة للأرض التي بنيت فوقها مساكنهم منها المساكن القديمة التي صمدت أمام زلزال 1989 والذي ضرب المنطقة، كما أن المساكن الجديدة التي شيدت في السنوات الأخيرة تصدعت بفعل حفر الأرض لبناء مستشفى الأمراض العقلية المقام أسفل الحي دون مراعاة لمدى تحمل الأرض لأعمال الحفر المقامة أو إجراء خبرة لدراسة مدى صمود الأرضية أمام أعمال الحفر، حيث أكدت الخبرة المقامة على الأرض والمساكن أن عملية الحفر بأكثر من 8 أمتار تحت الأرض ووجود مصادر مختلفة من المياه الجوفية التي ليّنت طبقات الطين مع هطول الأمطار الغزيرة في جانفي 2011، أدى الى تسارع الإنزلاقات في المنطقة، مما نتج عنه إحداث شقوق كبيرة في المباني الواقعة أعلى المستشفى المكونة لحي (الكاريار) وانفجار شبكات المياه الصالحة للشرب وشبكة الصرف الصحي، مع انقسام الطريق وانجراف التربة ما لا يقل عن 10سم، وانهيار جزء من الأرض أدخل المساكن في منحدر ومصب مائي، ليخلق شقوقا كبيرا جدا، مع انهيارات للأرضية، أدى الى فقدان مساحة معتبرة من الأرض لتسفر الدراسة المقامة الى إمكانية انهيار المنازل في أية لحظة واستحسان الإجلاء الفوري للسكان، داعية الى الإتصال بمخبر لتجديد قدرة التحمل الكافية للأرض، والقضاء على المشكلة نهائيا. في نفس الوقت، أكد السكان عن خسارتهم للمساكن التي صمدوا من أجل بنائها سنوات طويلة، مع الإقرار أن الأرض التي شيّدت عليها المباني ملكهم الخاص والتي تتميز بطابعها العربي القديم وبالحدائق القريبة من جبل شنوة الغنية بالأشجار المثمرة. وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الناظور في حدثيه ل (أخبار اليوم) بأن مشكلة انزلاقات الأرضية في حي (الكاريار) أعالي المدينة، سببه حسب الدراسة المخبرية المقامة، راجع للحفر غير المدروسة لأرضية المستشفى الواقع أسفل الحي، مع تأكيده على تطبيقه للوعود التي قدّمها للسكان من قبل ترحيلهم للعمارات التي هي في طور الإنجاز بحي 40 مسكنا الجديد بالجهة الغربية للمدينة، بمنح أكثر من 6 شقق للعائلات المتضرّرة، في حين أرجع التأخر في تسليم الشقق إلى تماطل المقاولة في إنجاز المشروع الذي سيستلمه أواخر شهر ديسمبر المقبل، مع إبعاد إمكانية تدعيم السكان من قبل البلدية بمبالغ مالية لترميم السكنات بسبب استمرار الأرضية في الإنزلاق.