بدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة الأممالمتحدة، إحصاء طالبي اللجوء الفارين من ميانمار إلى ماليزيا وغالبيتهم من الأقلية المسلمة الروهينغا. وتقدر بيانات المفوضية أعداد اللاجئين من ميانمار المسجلين بماليزيا بنحو أربعين ألفا، منهم 25 ألفا من الروهينغا المسلمة، وعشرة آلاف من مسلمي ميانمار من عرقيات أخرى، إضافة إلى سبعة آلاف من التاميل، بينما قدرت منظماتٌ إنسانية مختصة بشؤون اللاجئين الروهينغا عدد اللاجئين غير المسجلين بما يزيد على عشرين ألف لاجئ. وقالت متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بماليزيا، إن المفوضية تجري إحصاء للاجئي ميانمار بمرحلة أولى قبل الاعتراف بهم كلاجئين. وأوضحت مسؤولة العلاقات بمكتب الأممالمتحدة للجزيرة يانتي إسماعيل أنه (من خلال عملية جمع بيانات غير المسجلين رسميا على أنهم لاجؤون من ميانمار، تبيَّن لنا أنهم ينقسمون إلى ثلاث مجموعات هي الروهينغا، ومسلمون من عرقيات ميانمارية أخرى وتاميل ميانمار). وأشارت إلى عملية مماثلة جرت العام الماضي، مضيفة أن هذه العملية مخططٌ لها منذ شهور وهي جزءٌ من عملية مستمرة لإحصاء طالبي اللجوء إلى ماليزيا، حيث تتم الاستفادة من هذه البيانات لاستكمال عمليات التسجيل. وعبَّر مسؤولون في جميعات إنسانية تُعنى بشؤون لاجئي الروهينغا عن سعادتهم ببدء عمليات التسجيل، واعتبروها بداية لنيل بعض حقوقهم. وقال د. رشيد عثمان جوهر رئيس فريق المساندة للاتحاد العالمي لمنظمات الروهينغا الذي يضم 32 منظمة عبر العالم (عمليات الإحصاء بدأت الخميس الماضي وتستمر عدة أيام، وتستهدف جمع البيانات عن اللاجئين الروهينغا سواء الموجودين بماليزيا من قبل، أو أولئك الذين غادروا بلادهم مؤخرا جراء الممارسات الحكومية الظالمة ضدهم وعمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية). وأضاف جوهر للجزيرة نت (لا شك أن عمليات التسجيل بمكاتب الأممالمتحدة توفر حماية للاجئين من مطاردة السلطات، وتوفر لهم ظروف إقامة قانونية بماليزيا تمكنهم من الحصول على عمل، وتوفر الدراسة للأبناء وحرية الحركة دون مضايقات). لكنه عبَّر عن مخاوفه من أن تكون عمليات تسجيل اللاجئين بالأممالمتحدة (بداية لتوطينهم في البلاد التي سيذهبون إليها مما يعني تصفية قضيتهم، وتقديم حل نهائي للأزمة على حساب الأقلية المسلمة بما يتوافق مع سياسة الحكومة في بورما والهادفة إلى ترحيل مسلمي الروهينغا من بلادهم). وقال (إن الروهينغيين اندمجوا اجتماعيا في المجتمعات التي لجؤوا إليها، لكن مشكلتهم تكمن في نزع حقهم في المواطنة ببلادهم، حيث تبقى عودتهم إلى بلادهم مرهونة باعتراف حكومة يانغون بحقهم بالمواطنة). من جهته قال مسؤول اللاجئين بالاتحاد العالمي لمنظمات الروهينغا عبد الشكور بن عبد الرزاق، (إن اللاجئين وصلوا ماليزيا عن طريق البر والبحر، وفي ظروف غاية في الصعوبة تعرضوا خلالها لخطر الموت، وبعد موجة النزوح الجديدة بادرت الأممالمتحدة بتسجيل اللاجئين السابقين والجدد). وأضاف أن عائلات اللاجئين (عادة ما تشترك في المسكن بالمناطق الشعبية بكوالالمبور في ظروف صعبة، ومعظم أرباب هذه الأسر بلا عمل منتظم ولا يتمتعون بإقامة قانونية، وهمهم ما يجري لأقاربهم بولاية أراكان). وناشد اللاجئون منظمة التعاون الإسلامي وحكومات الدول الإسلامية والمجتمع الدولي القيام ب(تحرك عاجل لحماية أهاليهم وذويهم بإقليم راخين، الذين تمارس السلطات والجيش ضدهم أبشع عمليات التصفية والإبادة الجماعية).