(كائن فضائي)، (كائن من كوكب آخر).. الصفات التي يسعى عشّاق البطولة الإسبانية (اللّيغا) إلى إيجادها لوصف ليونيل ميسي لم تعد موجودة. في غضون ذلك، يجذب الأرجنتيني كلّ البطولة في برشلونة، أكثر فعالية في الإحصائيات، ممّا هو مبهر على مستوى الأداء. ب. ع / وكالات أكّد مانولو خمينيز المدير الفنّي لريال سرقسطة بعد لحظات من معاقبة ميسي لفريقه بهدفين وصنع ثالث في فوز كتالوني (3/1) أوّل أمس السبت: (ميسي حسم المباراة، إنه أنيق جدّا، بالكرة أو بدونها، إنه مثل كائن فضائي). وسيكون من الظلم التأكيد أن برشلونة يمرّ بحالة من (الاعتماد على ميسي)، لكن المؤكّد أنه لابد من إبراز أن الأرجنتيني كان عليه ارتداء حلّة (المنقذ) لفريقه في العديد من مراحل الموسم. ولا يملّ ميسي من تحطيم الأرقام القياسية للأهداف، ودائما ما يجد أرقاما جديدة من أجل إسقاطها على مستوى التحدّيات الشخصية. والآن يجد (البرغوث) في أفقه فرصة إحراز ثمانية أهداف في تسعة أو 11 مباراة اعتمادا على تأهّل الفريق إلى الدور المقبل لبطولة كأس الملك متبقّية في 2012 من أجل التفوّق على 85 هدفا كان الألماني المعتزل غيرد مولر قد سجّلها على مدار عام 1972. في غضون ذلك، تحوّل الأرجنتيني السبت إلى أوّل لاعب يسجّل 17 هدفا في 12 جولة من الدوري خلال آخر 64 عاما، ويعود آخر رقم شبيه إلى عام 1948 باسم سيزار. وأبدى مدرّب برشلونة تيتو فيلانوفا بعد الفوز على سرقسطة تذمّره قائلا: (منذ أن وصلت إلى هنا، يبدو أن كرة القدم تتكوّن من إحصائيات وأرقام قياسية ومقارنات). لكن الغريب أن أرقام ميسي والرّقم القياسي الذي حقّقه برشلونة في أفضل بداية لبطولة الدوري الإسباني عبر تاريخها والمقارنات مع الأرقام التي يحقّقها ريال مدريد تساعد على إخفاء أوجه قصور لم يعثر لها على حلّ بعد. ولم يجد فريق فيلانوفا بعد الحسم الذي كان يميّز عهد سلفه جوسيب غوارديولا. برشلونة فاز في الدوري بفارق يفوق الهدفين في ثلاث مباريات فقط من إجمالي 12. وبسبب إعصار الإصابات الذي أصاب المدافعين لم يتمكّن الفريق الكتالوني قطّ من إظهار قوة في آخر خطوطه، حتى أنه لم يحافظ على شباكه نظيفة سوى في ثلاث مباريات فقط. وكما لو كان ذلك كلّه قليلا، تحوّل بروز ميسي من أجل إعادة الهدوء إلى فريقه إلى حدث معتاد بعد أن يكون برشلونة قد فقد تركيزه وأهدر تفوّقه الكبير في بعض الأحيان، مثلما حدث في الفوز على ديبورتيفو لاكورونيا (5/4) أو على مايوركا (4/2). لم يتأخّر الأرجنتيني الذي تفوّق السبت الماضي على ألفريدو دي ستيفانو وبات ثاني أكثر محرز للثنائيات في تاريخ الدوري الإسباني 55 هدفا، ولا لثانية واحدة كي يتأقلم على القواعد الدفاعية الجديدة لفريقه. وأمام انخفاض مستوى دانييل ألفيش في الجانب الأيمن وجد الأرجنتيني سريعا في الظهير الأيسر جوردي ألبا شريكا جديدا في صناعة الأهداف الذي أحرز عن طريقه عدّة أهداف هذا الموسم وافتتح معه الحصيلة في مباراة سرقسطة الأخيرة. وقال المدافع جيرارد بيكي قبل أيّام: (أحترم من يعتقدون أن كريستيانو رونالدو يستحقّ الكرة الذهبية، لكنني أتعايش مع ليّو وهو من كوكب آخر. كريستيانو هو الأفضل بين البشر. لقد كنت زميله في مانشستر يونايتد وهو جيّد ومجتهد، لكن إلى جانب ليّو لا يوجد ما يفعله). وحقّق ميسي الذي أصبح والدا مؤخّرا والقائد داخل مجموعة لاعبي برشلونة بلا منافس، النّضج الكافي كي يجعل الطريق أسهل أمام فيلانوفا من خلال تأمين الانتصارات والنتائج الجيّدة، فيما ما يزال الكتالونيون يحاولون تحديد طبيعة مرحلة ما بعد غوارديولا.