تمكّن أمن ولاية بومرداس من فكّ طلاسم وخيوط قضية راح ضحّيتها شابّ من درفانة بالجزائر العاصمة، والتي وقعت في شهر سبتمر المنصرم لا يتعدّى عمره 23 سنة، حيث تمّ تقديم المتّهمين للعدالة، يتواجد 10 منهم في السجن المؤقّت وواحد تحت الرقابة القضائية، وينتظر مثولهم قريبا أمام المحكمة بتهم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد بالنّسبة للمتّهم الرئيس وتهم تتنوّع بين المشاركة في إنشاء جماعة أشرار لارتكاب جناية القتل، إخفاء وتشويه جثّة والاختطاف. وقد نظمت خلية الإعلام والاتّصال للأمن ببومرداس ندوة صحفية شرحت فيها أهمّ التفاصيل هذه القضية البشعة، والتي بدأت شهر سبتمبر المنصرم عندما تمّت سرقة سيّارة لشخص من درفانة لديه مصنعا بتسالة المرجة بالعاصمة. صاحب السيّارة اقتنع بأنه قضاء اللّه وقدره، لكن أخاه لم يستسلم للأمر واتجه بشكوكه إلى عامل لديهم كونه يعرف مكان النّسخة الثانية للمفتاح، رغم أن هذا الشابّ وهو الضحّية في قضية الحال معروف عنه نظافة يده وصدقه ونزاهته. فبدأ الأخ الضغط على الشابّ المشتبه فيه رفقة أصدقائه، ما دعا والدته إلى إرساله إلى تيزي وزو لتحضير عرس ابن عمّه ليبتعد قليلا عن الضغط وهي لا تعلم أن الشيطان سيفعل فعلته وينصب شباكه ليفجعها في فلذة كبدها. حيث وبعد مرور أيّام اتّصل صديق الضحّية به الذي أخبره بتواجده في تيزي وزو، فاتّفقا على اللّقاء هناك للسّهر وتناول العشاء، وعند اللّقاء اتّضح أن الصديق كان رفقة المتّهم الرئيسي في القضية وعدد من أصدقائه، حيث قاموا باختطافه لتنقطع أخباره بعد اتّصال في حدود 23.30 ليلا مع أمّه أخبرها فيه بأنه في النّاصرية رفقة أصدقائه. قام المتّهمون بنقل الضحّية على متن سيّارة رباعية الدّفع إلى مصنع أخ المتّهم الرئيسي بتسالة المرجة وقاموا بتعذيبه واستنطاقه من ليلة الخميس إلى ما بعد صلاة الجمعة من اليوم الموالي، حيث لفظ أنفاسه هناك. وبعدها بدأ الجزء الثاني من القصّة وفيها تتجلّى وحشة لا مثيل لها. حيث تمّ نقل الجثّة ليلا إلى قطعة أرضية في منطقة معزولة تملكها عائلة المتّهم ببلدية تابعة لدائرة تابلاط بالمدية، أين تمّ دفنها. لكن المتّهم الرئيسي لم يهنأ له بال فأرسل أحد أصدقائه ليتفقّد القبر، هذا الأخير أكّد أن رجلي الضحّية ظهرتا بفعل ربما نبش القبر من طرف الحيوانات، ليتمّ إعادة دفن الجثّة في مكان أبعد 5 كلّ عن القبر الأوّل. وتتطوّر الأحداث ليتمّ استخراج الجثّة مرّة ثانية من قبرها وقام المتّهم بصبّ البنزين عليها ثمّ أحرقها، لكن قبل إعادة دفن ما تبقّى من الجثّة المحروقة فصل الرّأس عن باقي الجذع وقام بدفنه في مكان آخر غير بعيد. وبهذا ظنّ المتّهم أنه أخفى الجريمة وأغرق رجال المباحث في متاهة من العاصمة إلى بومرداس ثمّ المدية، لكن إرادة اللّه كانت منصفة للأمّ المفجوعة وتمكّن الأمن من فكّ خيوط الجريمة وتقديم المتّهمين للعدالة، حيث يتواجد 10 منهم في السجن المؤقّت وواحد تحت الرقابة القضائية، وينتظر مثولهم قريبا أمام المحكمة بتهم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد بالنّسبة للمتّهم الرئيسي وتهم تتنوّع بين المشاركة في إنشاء جماعة أشرار لارتكاب جناية القتل، إخفاء وتشويه جثّة والاختطاف.