قال الداعية السعودي الشيخ عائض القرني انه لم يستطع أن يتمالك نفسه عند سماعه للنشيد الوطني الجزائري حين حل ضيفا علي بلادنا مؤخرا حين وجد عيناه تذرفان الدموع من شدة التأثر بذلك مما جعله يقف لتحيته باعتبار ذلك يعني نشيد الاستقلال والنصر والكفاح، وهي رسالة جديدة لمجموعة من الأئمة الشباب الجزائريين الذين عزفوا عن الوقوف تحية للنشيد الوطني مفادها انه ليس محرم ظاهر ولا حرج في ذلك باعتبار الحجة موجودة. الداعية عائض القرني جدد إعلان عشقه الكبير للجزائر، وأكد في حوار صريح نشرته جريدة "الحياة" في عدد أمس الأربعاء، مجيبا على سؤال الصحفي حول ماذا حدث له يوم وقف للنشيد الوطني الجزائري فأجاب انه يومها وقف في احد المدرجات بالجزائر لتحية النشيد الوطني بعدما استشار إخوانه الذين كان مرافقا لهم وكان منهم الشيخ محسن الزهراني والدكتور يحيى الهنيدي والدكتور عبد الرحمن القحطاني إلى جانب بعض المشايخ والأساتذة الجزائريين الذي وقفوا جميعهم لتحية النشيد الوطني ويضيف انه كان من الصعب عليه أن لا يقف لان السلام الوطني هذا -حسبه يعني نشيد الاستقلال والنصر والكفاح الأمر الذي جعله يتوكل على الله –كما جاء على حد تعبيره في الحوار ويقف بجنب الكل حتى انه ومن شدة التأثر وروعة المشهد والنشيد الوطني ذرفت عيناه دموعا. وعن سؤال آخر طرح له حول كيفية إقناع مجموعة من الأئمة الشباب السلفيين الجزائريين الذين رفضوا القيام لتحية النشيد الوطني الجزائري في لقاء جمعهم بدار الإمام بوزير الشؤون الدينية خلال شهر جوان الماضي ، بسلامة موقفه عندما وقف لتحية النشيد ، فأجاب الداعية أن موقفه هذا خدمة للمصلحة وتأليف القلوب وأن هناك أدلة مسهلة في الباب وعليه يضيف "يجب أن نجلو قلوب الناس، والحمد لله فليس هناك محرم ظاهر ومن هذا القبيل. وأبشرك فالحجة موجودة". وكان عائض القرني قد بدأ حواره بالحديث عن رمضان وكيف يقضي فترات أيامه منذ صباه إلى اليوم كما كانت له الفرصة للحديث عن نكتته المفضل التي بقيت له راسخة منذ زيارته للجزائر بعدما راسله احد رؤساء تحرير جريدة جزائرية ليبارك للشيخ بقناة لا تحزن التي سيطلقها عما قريب فرد عليه له رسالة بنكتة قائلاً له:" أبارك لكم بتحرير الجزائر من الفرنسيين، لأنني كنت صغيراً حين حصل هذا، وجئت الجزائر ونسيت أن أبارك لكم، والآن اعتبرها فرصة فأبارك لكم بخروج الفرنسيين من الجزائر، ومبارك لكم هذا الفوز والنصر". والجدير للذكر فان قضية رفض العديد من الأئمة الجزائريين الوقوف لتحية النشيد الوطني بدار الإمام عند افتتاح أشغال الندوة الختامية لأئمة العاصمة في أواخر شهر جوان الماضي ، أحدثت ضجة كبيرة في الوقت الذي دعت فيه وزارة الشؤون الدينية حينها على ضرورة معاقبة هؤلاء المخلفين عن طريق إحالتهم على المجلس العلمي بعد فتح ملف في القضية الذي وضع على مكتب وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله. وقد اتهم هؤلاء الأئمة المخالفين للوقوف من اجل تحية النشيد الوطني بإتباع فتاوى سلفية تصنف مثل هذه الأفعال ضمن البدع التي لا يجب الأخذ بها، و وجوب تركها طاعة لله.