أكد، أول أمس، الداعية السعودي عائض القرني، أنه لم يتمالك نفسه وهو يرى جموع الجزائريين، تواقين للاستماع إلى محاضراته، حيث فاضت عيناه بالدموع ثلاث مرات، مشيرا إلى أنه وقف إجلالا أمام من أسماهم أبناء وأحفاد الشهداء. أطلق القرني العنان لنفسه، وهو يحلّ ضيفا على قناة اقرأ، للحديث عن بطولات الجزائر وكفاحها التاريخي ضد الاستعمار، مؤكدا أن قدومه للجزائر مثّل بالنسبة إليه حدثا مهما في حياته، رغم ما رافق الرحلة الجريئة من تردد في البداية، خشية ما أسماه بالأمن المهتز. وأضاف أنه كان على علم بالإمكانيات التي تحظى بها الجزائر، التي وصفها بالبلد الجميل الذي يجمع مختلف المناطق في بوتقة واحدة، زادها رهبة طبيعة الرجل والمرأة الجزائرية، التي تتجذر فيها الشجاعة والصبر، إذ رغم الأخبار التي كانت تصل إليه، إلا أنه أكد أن الرغبة والشوق دفعاه إلى زيارة بلد الشهداء، قائلا: "وأخيرا زرت الجزائر" التي قال عنها إنه يحمل لها سلام الملايين من السعوديين الذين يحملون الجزائر في قلوبهم. وقال إن الجزائري بطبيعته لا يعير أي اهتمام للظروف الصعبة، فهو قابل للاحتمال لساعات دون إبداء التذمر، بغية الوصول إلى فهم الدين الإسلامي، مؤكدا أنه شعب شغوف بالإسلام المعتدل. وذكر أنه لا يستطيع التحمل أمام الجزائريين، إذ تحول إلى خطيب بمجرد وقوفه في أحد ملاعبها، موضحا أن الكلمات كانت تنساب منه دون أن يبذل جهدا، ووصل حتى وقف تحية له كما فعلها في قسنطينة، حيث وقف إجلالا للنشيد الوطني الذي حفظه عن ظهر قلب، كما أكد أنه ورغم صمود وجدية الجزائريين إلا أنهم أكثر الشعوب حبا للدعابة.