لا يزال قاطنو البيوت الفوضوية بحي بوسماحة التابع إقليميا لبلدية بوزريعة يتساءلون عن سر عدم التفاتة السلطات المحلية للمعاناة التي يتخبطون فيها منذ أكثر من 20 سنة داخل بيوت هشة مشيدة من (الباربان) والزنك، حيث أضحت غير صالحة للسكن مع مرور الزمن بسبب العوامل الطبيعية المتعاقبة خصوصا خلال هذه الأيام التي تسببت فيها الأمطار في انهيار أجزاء معتبرة من تلك البنايات الآيلة للسقوط في أي وقت، ناهيك عن عامل انزلاق التربة الذي ساهم بشكل كبير في تفاقم الوضع، فضلا عن مشكل الطرقات التي يسلكونها، التي لم تعرف أي عملية تزفيت منذ سنوات طويلة الأمد، مما جعلها تشكل خطرا على قاطني المنطقة وباتت كابوسا عكر صفو حياتهم بسبب درجة الاهتراء التي آلت إليها، والتي باتت السبب المباشر في عرقلة حركة المرور من جهة، وتعرض المركبات للأعطاب من جهة أخرى، الأمر الذي منع العديد من قاطني الحي إدخال سياراتهم إليه خوفا من إمكانية تعطلها، وأجبر معظمهم على ركنها بالأحياء المجاورة على الرغم من النداءات العديدة التي رفعها هؤلاء للسلطات المعنية قصد التعجيل في تعبيدها، وهذا بعد أن أضحت أغلبها عبارة عن مسالك ترابية، لتتواصل بذلك معاناة سكان الحي وعلى مدار السنة. وقد أعرب هؤلاء عن عميق استيائهم عن الحالة الكارثية التي باتت تشهدها طرقاتهم، حيث تتحول هذه الأخيرة خلال فصل الشتاء إلى برك من المياه الراكدة والأوحال المتراكمة، الأمر الذي تسبب في حدوث العديد من الانزلاقات، وكثيراً ما سجلت إصابات بالكسور كان ضحيتها الأطفال والشيوخ، في الوقت الذي تصبح فيه تلك الطرقات خلال فصل الصيف مصدرا للغبار المتطاير مما يحتم عليهم غلق النوافذ لتجنبه رغم حرارة الطقس. وقد أصبحت هذه الوضعية مع مرور الأيام وطيلة 20 سنة مضت مصدر قلق واستياء كبيرين في أوساط السكان الذين لم يخفوا تذمُّرهم، حيث أعربوا بلهجة كلها غضب عن استيائهم من تجاهل السلطات المحلية والولائية لمعاناتهم وشكاويهم العديدة، وحتى الأطفال ضاقوا ذرعا من هذه الوضعية، نظرا للصعوبات التي تواجههم خلال تنقلهم إلى مؤسساتهم التربوية، إذ لا يستطيعون بلوغها إلا بشق الأنفس، كما أنها أضحت مصدرا لانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة للغبار من جهة والحشرات الناتجة عن تراكم برك المياه القذرة من جهة ثانية، كلها عوامل تسببت في معاناة السكان وحوّلت حياتهم إلى معاناة حقيقية، حيث لم يظفر حيهم بحقه الشرعي من التنمية المحلية، واستطرد أحدهم قائلا إنهم يعيشون حياة حيوانية وبدائية وحيهم يقع بإحدى أرقى البلديات بالعاصمة إلا أن انتماءهم لهذه البلدية الواقعة بالعاصمة (شيعة بلا شبعة) على حد تعبيره وأنهم عاشوا حياة بلا معنى طيلة هذه السنوات داخل تلك البيوت التي وصفها بإسطبلات للحيوانات يتقاسمون فيها العيش مع الجرذان والأفاعي ومختلف الحيوانات الضارة. وأضاف محدثونا أنهم ينتظرون التفاتة المسؤولين الذين وضعوا ثقتهم فيهم وصوتوا لصالحهم لعل وعسى يعملون بجد لإخراجهم من النفق المظلم وحياة الذل التي عانوا منها عقودا داخل البيوت القصديرية بإدراجهم ضمن المرحلين إلى سكنات لائقة أو منحهم عود ملكية حتى يتسنى لهم تشيد سكنات تليق بحياة الآدميين. وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يتخبط فيها يوميا قاطنو حي بوسماحة ببلدية بوزريعة يناشد هؤلاء السلطات المحلية التدخل العاجل من خلال إدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية الكفيلة بإخراجهم من دائرة المعاناة والتهميش التي طال أمدها.