كادت شرارة كهربائية شبّ إثرها حريق على مستوى البريد المركزي في قلب الجزائر العاصمة (تفسد) الزيارة التي بدأها منتصف نهار أمس رئيس دولة فرنسا فرونسوا هولاند إلى الجزائر، وقد طمأن المدير العام للحماية المدنية الرّأي العام، مؤكّدا عدم وجود خسائر بشرية نتيجة الحريق الذي صنع الحدث بالتزامن مع زيارة هولاند الذي يخطب اليوم أمام البرلمان ليسافر بعد ذلك إلى تلمسان، وهناك سيحظى بتكريم خاص. اندلع حريق أمس الأربعاء على مستوى المركز الهاتفي للبريد المركزي بالجزائر العاصمة أثار قلق المشرفين على تنظيم زيارة هولاند إلى الجزائر، ولحسن الحظّ فقد تمّ التحكّم فيه دون تسجيل خسائر. وقد وقف وزير البريد موسى بن حمّادي على مخلّفات الحادث وتحادث مع مسؤولين على مستوى المركز الذين أرجعوا الحادث إلى شرارة كهربائية تبقى مجهولة الأسباب. وأشار رجال الإطفاء إلى أن التدخّل السريع لعناصر الحماية المدنية سمح بتفادي انتشار الحريق على نطاق أوسع وإلحاق أضرار بالمركز الهاتفي. وقال نائب مدير الإعلام والإحصائيات بالحماية المدنية الرّائد عاشور فاروق إن (الحريق اندلع على مستوى الكوابل الأرضية)، موضّحا أن سبب الحريق (يبقى مجهولا) إلى حد الآن. وحسب مصادر من عين المكان لم يؤثّر الحريق على الجمع الغفير الذي كان حاضرا قرب البريد المركزي لاستقبال الرئيس الفرنسي. رئيس الدولة الفرنسية فرانسوا هولاند حلّ أمس الأربعاء بالجزائر في زيارة دولة تدوم يومين بدعوة من رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة، وكان في استقباله والوفد الهام المرافق له بمطار هواري بومدين الدولي رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة. وبعد أن صافح مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة حيّى الرئيس الفرنسي العلم الوطني قبل أن يستعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري والجيش الوطني الشعبي أدّت له التحية الشرفية في الوقت الذي كانت فيه المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بضيف الجزائر، بعدها استمع الرئيسان بوتفليقة وهولاند إلى النشيدين الوطنيين الجزائري والفرنسي. وكان بيان لرئاسة الجمهورية قد أوضح أن هذه الزيارة ستمكّن من (تعزيز أسس العلاقة المتميّزة التي يعمل قائدا البلدين على تحويلها إلى شراكة استراتيجية)، وأضاف أنه في إطار تقاليد التشاور بين البلدين ستتيح هذه الزيارة الفرصة لرئيسي الدولتين لتبادل وجهات النّظر والتحاليل حول أهمّ المسائل الإقليمية والدولية الرّاهنة. وسيلقي الرئيس هولاند اليوم الخميس خطابا أمام غرفتي البرلمان، كما سيتنقّل إلى تلمسان حيث سيتمّ منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة (أبو بكر بلقايد). وسيتمّ خلال هذه الزيارة التوقيع على عدد من الاتّفاقيات المتعلّقة أساسا بالقطاعات الاقتصادية والثقافية والتربوية. وأجرى الرئيس بوتفليقة محادثات على انفراد مع الرئيس الفرنسي. وقد جرت المحادثات بإقامة الدولة بزرالدة. وحظي الرئيس الفرنسي باستقبال شعبي بضع ساعات بعد وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي. وعلى مستوى مدخل شارع زيغود يوسف تلقّى رئيس الدولة الفرنسي مفتاح مدينة الجزائر من قِبل رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، كما تمّ إهداؤه إكليلا من الزهور خلال حفل رمزي بحضور والي الجزائر عدو محمد الكبير واللّواء حبيب شنتوف قائد النّاحية العسكرية الأولى. وقد ترجّل الرئيسان هولاند وبوتفليقة مشيا على طول نهج زيغود يوسف في جو احتفالي وحميمي تخلّلته الأغاني والزغاريد. وعلى مستوى المدخل الرئيسي لولاية الجزائر توقّف الرئيسان واستمعا إلى مقاطع من أغنية (السلام عليكم) أدّاها جوق مديرية الشباب والرياضية للولاية. كما التقطت للرئيسين بوتفليقة وهولاند صور تذكارية مع أعضاء الجوق قبل أن يواصلا طريقهما على متن سيّارة من نوع (ليموزين) مع تحية الجماهير الغفيرة التي جاءت لتحيتهما. ويرافق السيّد هولاند في زيارته وفد هامّ، سيّما وزراء الشؤون الخارجية لوران فابيوس والداخلية مانويل فالس والدفاع جون إيف لودريان والتجارة الخارجية نيكول بريك، وكذا الجنرال بينوا بوغا قائد الأركان الخاص بالرئيس هولاند وبرلمانيون من الغرفتين (الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ)، إضافة إلى ما لا يقلّ عن مائة صحفي.