تهدد أكثر من 250 عائلة تقطن بحي خميستي الميناء ببلدية بوسماعيل بتيبازة بالاحتجاج والاعتصام أمام مقر البلدية إزاء الأوضاع الكارثية التي تصارعها نتيجة خطر الموت المحيط بهم داخل سكنات فوضوية آيلة للسقوط في أي لحظة بسبب واد الغربي الذي بات هاجسا وخطرا متربصا بهم خصوصا خلال هذه الأيام الممطرة الأخيرة، وأبدوا تخوفهم من تكرار شبح فيضان الوادي الذي سبق وأن ارتفع منسوبه خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تحولت حياتهم إلى كابوس على إثره تعرض فيه هؤلاء إلى كارثة بعد وقع فيضانه في الفترة الأخيرة نظرا لسيارانه المستمر دون انقطاع على مدار السنة لتزداد المخاوف كلما اقترب موعد الشتاء، ونتيجة للتقلبات الجوية المتعاقبة والتي باتت تشهدها عدة مناطق عبر التراب الوطني دق العديد من قاطني المكان ناقوس الخطر من أجل أن تتحرك السلطات لانتشالهم من هذا الخطر الدائم. وقد أبدت العائلات القاطنة بحي خميستي مدى ذعرها وتخوفها من الخطر المحدق بها، بحيث يعيشون رعبا حقيقيا تزداد حدته كلما حل فصل الشتاء، وأكد لنا البعض أنهم يبيتون قياما ليلة التساقط خوفا من أن تمتد المياه إلى داخل البيوت في حال امتلاء الوادي الذي يعبر كامل الحي قدوما من أعالي خميستي المدينة ليصل إلى غاية أسفل البلدية، فيما أكد أحد القاطنين بالحي المدعو (محمد عدة) أن الوادى كان خلال السنوات الأخيرة مصدر سقي المزارع، غير أنه تحول إلى مفرغة لرمي الأوساخ وفضلات السكان وتزداد حدتها في فصل الصيف، حيث تنبعث منها روائح كريهة تتقزز لها الأنفس لتخترق البيوت المجاورة، وبذلك يصبح المكان ملاذا لمختلف الحشرات المؤذية على غرار الباعوض والناموس وغيرها، ويتفاقم الوضع حدة في ظل الغياب التام للسلطات المسؤولة عن القيام بدورها في رش واستعمال الأدوية لمكافحة هذه الحشرات، فضلا عن مختلف الحيوانات الضارة التي تتقاسم المكان مع السكان خصوصا الثعابين والزواحف والانتشار المذهل للقوارض. وكانت العائلات قد استغاثت في العديد من المرات بالمسؤولين نتيجة المخاطر المحاطة بها والتي باتت هاجسها خصوصا مع حلول فصل الشتاء أين تزداد أوضاعهم سوءا وتدهورا، ولم تتوقف المشاكل والمعاناة عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل انزلاق التربة الذي تسبب في تهاوي 3 منازل هشة لتبقى العائلات في العراء، ولولا تضامن الجيران ووقفتهم لكان مصير تلك العائلات في الشوارع لحد الساعة على حد تعبير محدثنا، وبالرغم من نداءات الاستغاثة التي رفعتها تلك العائلات إلا أن الردود كلها مجرد وعود لم تتحقق إلى غاية كتابة هذه الأسطر، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية الأخرى التي نغصت عليهم حياتهم من بينها ندرة المياه الصالحة للشرب، انعدام الغاز، الكهرباء وقنوات الصرف الصحي والتي تم تشييدها بطريقة تقليدية زادت الأوضاع ترديا نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة بسبب انسداد تلك القنوات وفيضانها. وأمام ناقوس الخطر المحدق بتلك العائلات جددت هذه الأخيرة مطلبها للسلطات العليا في البلاد لإنقاذها من الموت الأكيد وهذا بترحيلها إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتؤمن سلامتهم من الموت تحت الردم.