لطالما قابلونا وهم يتنقلون بعرباتهم في الصباح الباكر وهم يحملون بعض البسكويت والمحليات على غرار الهلاليات التي يدمن عليها الكثير من الجزائريين في فطور الصباح، هم شبان استفادوا من مشاريع مصغرة أخرجتهم من قوقعة البطالة واختاروا توزيع بعض مقبلات القهوة عبر الأحياء في الساعات الأولى من الصباح الباكر، بحيث يكتب على العربة (بولونجري ماتينال) أي تسليم تلك الحلويات على السريع في الصباح الباكر. وتجاوب مع تلك الأنشطة الكل خاصة وأنهم يوصلون تلك المواد الغذائية إلى الأحياء التي لا تشمل على مخابز مختصة في تحضير تلك الحلويات أو مقبلات فطور الصباح، وبذلك سهلوا توصيلها إلى الزبائن الذين تجاوبوا معهم خاصة وأنها حرفة أنقذتهم من البطالة. بحيث يتنقلون بعرباتهم البيضاء الممتلئة بالحلويات وكأنها مخبزة متنقلة بين الأحياء لتسليم البضاعة إلى محلات التجزئة التي تعرف تهافتا من طرف الجمهور لاسيما الأحياء التي لا تشتمل على مخابز وتفتقد لتلك الخدمة، وتجاوب معهم الكل خاصة وأنهم يوفرون تلك المقبلات في المناطق النائية التي تبعد عن المناطق العمرانية، وهناك من يضيف إلى نشاطه حتى توصيل الخبز ومختلف الضروريات الأخرى التي تدخل في نشاط (الخبازة) كمشروع هام انصب اهتمام الشبان عليه للخروج من دائرة البطالة منهم الشاب فؤاد، 32 عاما، الذي استفاد من عربة في إطار وكالة التشغيل بحيث منح له قرض مكّنه من شراء العربة وفتح سجل تجاري يمارس به تلك الحرفة عبر الأحياء خاصة تلك التي تنعدم أو تتضاءل فيها المخابز. يقول فؤاد عن نشاطه إنه حظي بالاهتمام البالغ خاصة بالنسبة لأصحاب المحلات الذين يوصونه دوما بتوزيع تلك السلع التي يطلبها الزبائن بكثرة عبر الأحياء، وقال إن نقاط عمله عادة ما تكون المناطق المعزولة نوعا ما مما يمكنه من توزيع السلعة في لمح البصر، بحيث يجلبها من المخبزة التي اعتاد التعامل معها بسعر معين ليضيف عليه قليلا كونه اليد الثانية في البيع ويكون صاحب المحل اليد الثالثة وكواسطة في توصيل الحاجيات إلى الزبون، وعن العائدات قال إنها لا بأس بها والأهم من ذلك أنه وجد مصدر استرزاق أخرجه من البطالة الخانقة التي كان يتخبط فيها. وعن آراء أصحاب المحلات رأوا أنها خدمة نافعة خاصة في الأحياء التي يقل فيها ذلك النوع من النشاط أو تقل فيها المخابز ويجد سكانها صعوبة في تلقي تلك المنتجات، ومن شأن ممارسي ذلك النشاط أن يسهِّلوا عليهم المهمة من جهة ويسترزقوا من جهة أخرى، ما وضحه تاجر على مستوى منطقة بئر توتة بحيث قال إن تلك العربات فكت مشكلة عزلة بعض المناطق من حيث توصيل بعض الضروريات إليها على غرار الخبز وبعض المقبلات الأخرى التي من حق الكل التزود بها في كامل النقاط مما أدى إلى تجاوب الكل مع تلك الخدمة وبات الزبائن يتهافتون عليها عبر العديد من الأحياء في الصباح الباكر وكذا في الفترات المسائية كون أن عبور هؤلاء يكون عادة في الفترة الصباحية وكذا المسائية بغية توزيع الخبز والهلاليات وغيرها من المحليات الأخرى.