تعكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاليا على وضع مخطط سري لإعادة تخطيط ساحة البراق في المدينة ووضع الصورة النهائية للساحة. وكشف المحامي قيس ناصر المختص في قضايا التنظيم والبناء للجزيرة نت عن وثائق ومستندات تؤكد أن بلدية القدس وسلطات التنظيم الإسرائيلية، شكلت لجنة خاصة قبل عدة أشهر، لوضع أسس التنظيم في حي البراق. ويبرز من بين المشاريع مخطط "بيت الجوهر"، لإقامة مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق بمحاذاة ساحة البراق على مساحة 3000 متر، حيث تجري في المكان حفريات أثرية من الجهة الغربية ليحوي المبنى متحفا للديانة اليهودية. وصادقت اللجنة على تحريك مخطط لتوسيع مركز دفيدسون اليهودي المقام حاليا في المنطقة المسماة الحديقة الأثرية من الجهة الجنوبية لساحة البراق. مخطط سري وتضم اللجنة في عضويتها، رئيس بلدية القدس نير بركات، ونائبته نعمي صور، ورئيس ومخططة اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية. كما تضم الحاخام شموئيل ربينوفيتس مسؤول ساحة البراق في الحكومة وممثلين عن الشركات الاستيطانية الفاعلة في البلدة القديمة. وقال المحامي قيس ناصر إن المخطط يستهدف توسيع ساحة البراق والحديقة الأثرية بنحو 500 متر شرقا، ليستوعب المركز نحو 400 ألف زائر سنويا. وأضاف "نتحدث عن مخطط سري، فاللجنة لم تشرك أيا من الطرف الأردني أو الفلسطيني، ولم تشرك حتى منظمة اليونسكو المهتمة بالبلدة القديمة لكونها مركزا أثريا حسب ميثاق التراث العالمي لعام 1972". وكشف ناصر أن اللجنة ستواصل جلساتها قريبا، وستبحث أمورا تخطيطية أخرى تتعلق بأبنية جديدة في ساحة البراق. كما أكد أن عمل هذه اللجنة غير قانوني على الإطلاق، "لأنها تخطط ساحة البراق بما يتناسب مع مصالح حكومة إسرائيل بتهويد البلدة القديمة ومصالح الشركات الإسرائيلية التي تهدف إلى تحويل ساحة البراق ومنطقة الحرم الشريف مركزا للشعب اليهودي". الحفريات ويتزامن الكشف عن هذه المخططات مع الذكرى ال 43 لاحتلال المسجد الأقصى والقدسالشرقية، حيث كثفت إسرائيل مؤخرا حفرياتها أسفل الأقصى وفي محيطه ومخططاتها لتهويد القدس وساحة البراق وتخومها. وقال رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث زكي اغبارية "إسرائيل تعتمد سياسة فرض الأمر الواقع بالقدسالمحتلة، حيث نفذت مخططات كبيرة لتهويد محيط المسجد الأقصى وساحة البراق". وذكر اغبارية أن المؤسسة وثقت في تقريرها السنوي أبرز مشاريع التهويد التي طالت المسجد الأقصى، ومن بينها وجود نحو 100 كنيس وموقع تهويدي تطوق الأقصى، من جهاته الأربع. وشهد عام 2009 افتتاح عدد من الكنس اليهودية وإنهاء مشاريع تهويدية كبيرة، لم تشهدها القدس ومحيط الأقصى من قبل. ودشن كنيس "خيمة إسحاق" في شارع ألواد على حساب وقف حمام العين، وأعمال تطوير وتوسيع في كنيس "الخراب" وسط حارة الشرف، وهناك ممارسات لفرض مخطط لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود. مخاطر أما رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حسن خاطر فقال "ساحة البراق تواجه أكبر وأخطر مخططات التهويد، ويقوم الاحتلال بتكثيف تواجده بالمكان لإضفاء طابع ديني يهودي على المكان". وأضاف خاطر "يتم بناء مبكى خاص بالنساء وسقف ساحة البراق، وهذا تكريس للهيمنة الإسرائيلية، فالساحة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ومشاريع التهويد تهدف لتكريس فصل ساحة البراق عن الأقصى". وأعرب عن مخاوفه من أن تنتهي المخططات بالسيطرة الإسرائيلية على أقسام من المسجد الأقصى وتحديدا من الجهة الغربية. شء Share آخر تحديث الثلاثاء, 14 ديسمبر 2010