عائلات ببوزريعة تستغيث: ''رحّلونا من البنايات الهشة.. نحن في خطر'' باتت البنايات القديمة تشكل خطرا محدقا على حياة قاطنيها، وقد أفادت تقارير المراقبة التقنية للبناء عن وجود الآلاف منها عبر عدة مناطق، مما يستوجب ضرورة ترميمها أو هدمها كليا، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن مجرد سقوط قطرات المطر أو هزة أرضية حتى ولو كانت ضعيفة، فإنها تكون كافية لإحداث الانهيار، لكن رغم ذلك يضطر قاطنوها للعيش فيها لاستحالة إيجاد بديل أو عجز السلطات في القضاء على الظاهرة بشكل جذري. أبدى السكان القاطنون ببلدية بوزريعة بالجزائر العاصمة انزعاجهم من الحالة التي أصبحت تشهدها البلدية مؤخرا بسبب الحالة الكارثية التي آلت إليها سكناتهم والتي أصبحت تؤثر على القاطنين بالدرجة الأولى وعلى المارين، وقال السكان إن هذا الوضع أصبح يؤرقهم خصوصا وأن المنطقة أصبحت تعرف انهيارات مخيفة بسبب ما لحق بالبنايات التي يقطنها المواطنون. في هذا الشأن أبدت حوالي 20 عائلة قاطنة بحي كونتابات ببوزريعة بأعالي العاصمة على مدار عشرين سنة تخوفاتها من خطر انزلاق التربة الذي بات يلاحقهم ويعرض حياتهم إلى جحيم يومي، خاصة أمام المأساة التي حدثت مؤخرا وأدت إلى وفاة شخصين إثر انهيار التربة ولعلها الحادثة التي زرعت الرعب في نفوسهم خاصة في فصل الشتاء بمجرد سقوط القطرات الأولى من الأمطار، وأمام هذه الأوضاع المحرجة أبدى السكان الذين بات هاجس الخوف من تأذي أطفالهم لا يفارق مخيلتهم باعتبار تحول بيوتهم إلى مسبح بمجرد نزول الأمطار خلال فصلي الخريف والشتاء نتيجة تسرب المياه إلى داخل البيوت عبر الأسقف المهترئة وعن طريق التصدعات والتشققات التي أضحت ديكورا يزين الجدران، مع العلم أن سكان هذه المنازل قاموا وفي العديد من المرات بترميم هذه التشققات والأسقف متكبدين نفقات كبيرة بدون جدوى لأن المنازل صارت غير قابلة للترميم بل الترحيل هو الحل الوحيد الذي يراه جميع القاطنين بالحي. لكن الإحساس بمعاناتهم يستلزم التعرف على تفاصيل حياتهم من أول خطواتها وسط أسقف لا ترحم، ولكن سطور كتابة حياتهم لا يحررها قلم لا تحكمه لا قواعد ولا أسس خاصة عندما تتلاطم أمواج الحياة لترمي بمصير الواحد منا بعيدا تتركه رهين مصير مجهول لا تعرف نهايته سوى ساعة الحقيقة التي تدق دون سابق إنذار، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين لم يروا من الدنيا إلا سوادها المظلم ولم يتجرعوا منها إلا مرارة الحنظل، هكذا أرادت مواطنة من الحي (أحلام) أن تكون إجابتها عن الحالة الكارثية التي يعيشونها في ظل تقاعس السلطات المسؤولة عن أداء واجبها اتجاه هؤلاء والاهتمام بترحيلهم. ويضيف مواطنون آخرون أن هذا الوضع لم يعد يحتمل فحياتهم أصبحت مهددة بمجرد تساقط قطرات المطر، مضيفين في السياق ذاته أن العائلة التي تعرضت إلى الموت زرعت في نفوسهم الرعب وعدم الاطمئنان، مطالبين رئيس المجلس الشعبي البلدي بحلول ولو مؤقتة وانتشالهم من الخطر المؤكد باعتبارهم مواطنين جزائريين ولهم الحق في السكن، في الوقت الذي يبقى فيه السكان يناشدون سلطات الولاية والدائرة التدخل، فلا حياة لمن تنادي بعد تزايد مخاوف السكان من انهيار البناية فوق رؤوسهم، حيث أصبحوا مهددين بالموت في أي لحظة، خاصة ونحن في فصل الشتاء الذي تتساقط فيه الأمطار القوية والرياح، والتي جعلت السكان السنة الماضية يبيتون في الشارع بعد إقامة خيمة بجانب البناية، والتي تمت إزاحتها بعد دخول العديد من المتشردين للإقامة فيها ليلا.