الزوار غزوه بقوة في أيّامه الأخيرة صالون السيّارات يسجّل مبيعات مرتفعة أسدل الستار أمس الجمعة على فعاليات الصالون الدولي للسيّارات، والذي انطلقت طبعته السادسة عشر بقصر المعارض (الصنوبر البحري) في ال 19 من الشهر الجاري، وعلى عالم السيّارات (الجديد) الذي أبهر العديد من العائلات المتوافدة بالعشرات من مختلف الولاياتالجزائرية عليه. حيث شهد الصالون جوّا بهيجا بتوافد الأطفال، خاصّة وأنه تزامن والعطلة الربيعية، هذا ما خلق نوعا من الحيوية عمّت أرجاء الصالون. أوضحت بعض العائلات أن الصالون بالنّسبة لها فرصة لا يمكن تفويتها، سيّما وأن التخفيضات المطبّقة على بعض السيّارات محفزّة جدّا ولا يمكن تجاوز عتبة واحد مليون دينار لشراء سيّارة، خاصّة مع توفّر ما لا يقلّ عن 60 وكالة في المعرض تتيح للزبون فرصة الاختيار. غير أن ما يشغل المشترين بمن فيهم القادمون من ولايات أخرى من الوطن هو آجال تسليم السيّارات الجديدة، حيث يرى أغلبهم أن (دفع ثمن باهظ والاضطرار إلى انتظار بين أربعة وستّة أشهر، بل وحتى سنة بالنّسبة لبعض العلامات أمر غير مقبول) و(ينبغي على الحكومة وضع حدّ لهذا الإخلال الفادح بالتنظيم المعمول به). الجزائريون يؤكّدون عشقهم للسيّارة في هذا الإطار، يرى العديد من المتتبّعين أن الإقبال المتنامي على الصالون من سنة إلى أخرى يعكس حاجة العائلات الجزائرية إلى وسائل نقل مضمونة وفي متناول الجميع. وقد تزامن الصالون والعطلة الربيعية، ما أدّى إلى تدفّق أعدادا هائلة من العائلات على معرض السيّارات، لا سيّما في اليوم الأخير. فبعد أن كان الجميع يدرك مدى شغف الجزائريين بكرة القدم يبدو أن السيّارات أضحت هي الأخرى اليوم مصدر استقطاب لا يقلّ أهمّية. وفي هذا السياق، ذكر الأعوان التجاريون في الصالون أن (أكثر من 70 بالمائة من الزوار يقبلون من باب الفضول أو من باب ولعهم بالميكانيك بغرض استكشاف جديد علامات السيّارات وأخذ صور تذكارية)، ولم تقبل عليه كلّها من أجل اقتناء سيّارة، بل من أجل الاستمتاع بالعطلة الربيعية في أجواء جديدة من الابتكار والموضة الحديثة للسيّارات. ومن جهته، أكّد مسؤول تجاري لعلامة آسيوية أنه خلال هذا الصالون الذي تمّ أمس إسدال الستار عليه، قدم (معدل من ثلاثة إلى أربعة أشخاص يوميا إلى أجنحة الوكلاء للاستعلام عن توفّر هذا النّوع من السيّارات). المعاقون مستاءون في شق آخر. لم يشهد صالون السيّارات 2013 أيّ تغيير في مجال السيّارات الموجّهة للأشخاص المعاقين، حيث لم تعرض إلاّ بعض الأنواع فقط، ما جعل الأشخاص المعاقين يعربون عن أملهم في أن تكون السيّارات الموجّهة لهم مهيّأة من طرف الصانع، حيث يتمّ استيرادها على حالها (لأن الجزائر ما زالت تعاني من عجز في مجال التحكّم في التكنولوجيا). إذ أن هناك بعض المؤسسات النّادرة تقترح التهيئة الضرورية دون أن تكون مختصّة أو أن تكون مرخّصة في هذا المجال، وحسب تصريحات بعضهم فإن هذا الصالون لم يحمل الجديد بالنّسبة لهم لأن السيّارات المخصّصة لهم معدودة في بعض الوكالات فقط، إلى جانب أنها مكيّفة مع الأشخاص ذوي الإعاقة في الرجل اليسرى ولم يتمّ اقتراح قلب الدواسات مثلها مثل اللوازم من أجل الأشخاص المعاقين من كلا الرجلين، حيث لا توجد هناك أجهزة التحكّم اليدوية. ومن جهتهم، أشار وكلاء السيّارات إلى أن المؤسسة الوحيدة المرخّصة بتهيئة السيّارات لجعلها متلائمة مع المعاقين تمّ سحب اعتمادها، وكانت تطلب دفع التكاليف من قِبل الزبون والوكلاء. سخط على الوكالات من جهة أخرى، أعرب عدد من الزبائن عن مشكل لازال يشكّل مصدر تخوّف كبير بالنّسبة لهم ويتعلّق بآجال تسلم سيّاراتهم الجديدة وبشكل خاص الزبائن الوافدين من الولايات الأخرى، حيث اعتبر العديد منهم أن دفع ثمن باهظ والاضطرار إلى انتظار بين أربعة وستّة أشهر وتصل في بعض الأحيان المدّة إلى سنة كاملة بالنّسبة لبعض العلامات تجاوز يعاقب عليه القانون، داعين السلطات المعنية إلى وضع حدّ لهذا الإخلال بالتنظيم المعمول به). وفي هذا كشفت عضوة في جمعية حماية المستهلك عن تلقّي الجمعية عشرات الشكاوَى من زبائن تعرّضوا لمشاكل مع وكلاء بيع السيّارات في الصالون الدولي السادس عشر للسيّارات تتعلّق بتجاوزات يرتكبها وكلاء السيّارات في حقّ الزبائن بعدم احترامهم للقانون، على غرار عدم احترام آجال التسليم المحدّد قانونيا ب 45 يوما، مشيرة إلى أن حالات كثيرة في السنوات الفارطة شهدت عدم استلام الزبائن لسيّاراتهم لمدّة ناهزت السنة أو أكثر بالرغم من دفعهم المبلغ الإجمالي للسيّارة، حيث ذكرت في سياق حديثها أن الزبون ملزم بدفع ما قيمته 10 بالمائة فقط من سعر السيّارة الكلّي والباقي يدفعه لدى الاستلام تجنّبا لجعله عرضة للنّصب من بعض الوكالات. مطويات لتوعية الزبون بحقوقه وواجباته كما أشارت عضوة جمعية حماية المستهلك إلى أن الدور المنوط بالجمعية يرتكز على توعية المستهلك بحقوقه ودعمه بالمعلومات اللاّزمة حتى يقوم بإيداع شكوى، إلى جانب مرافقته في مسار التحضير للملف والوثائق التي لابد من توفّرها حتى يتمكّن الضحّّية من ربح قضيته والتحصل على تعويضات معتبرة من الوكيل الذي نصب عليه. وللإشارة، فإن جمعية حماية المستهلك استقبلت الآلاف من المواطنين يوميا للاستفسار عن الإجراءات التي يجب اتّخاذها قبل اقتناء أيّ سيّارة من المعرض، مؤكّدة أن الجمعية وضعت مطويات مختلفة من أجل توعية الزبون بحقوقه وواجباته وسبل التصرّف في حال تعرّض للضرر في مختلف المجالات وليس في مجال شراء السيّارات من الصالون فحسب.