خوفا من التهاب الأسعار جزائريون يخزنون "المؤن" تحسبا لرمضان رعب ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ولّد عادات جديدة لدى المواطنين لتجنب الاختلال الذي يهدد ميزانية الأسر في حال ارتفاع الأسعار، وتحسبا لشهر رمضان المعظم الذي هو على الأبواب وبالنظر إلى الميزانية الكبيرة التي يتطلبها الشهر والتي يعجز عليها الكثيرون، هبت ربات البيوت إلى إعداد العدة من الآن، والتحضير للشهر الكريم فيما يخص بعض المواد الاستهلاكية المستعملة فيه بكثرة لاسيما وأن ظاهرة ارتفاع الأسعار تطال الشهر دون شك وتمس مختلف المواد. وباتت تلك هي الحيل المستعملة للإفلات من لهيب الأسعار الذي يعلنه التجار في أغلب المناسبات لاسيما خلال شهر رمضان المعظم، عوض نشر الرحمة والتخفيض من الأسعار، الأمر الذي دفع أغلب الأسر إلى إنقاص بعض المواد واقتنائها وتخزينها وحتى تلك المواد الخاضعة للتجميد بغية استعمالها في الشهر الكريم الذي يشهد ارتفاعا في الأسعار لا محالة خصوصا في الأسبوع الأول، ويمس الارتفاع اللحوم الحمراء والبيضاء وبعض الفواكه الجافة كالزبيب والمشمش وغيرها من المواد، وكافة المكسرات التي عهدت الأسر الجزائرية على اقتنائها خلال رمضان المعظم. بحيث انتهز الكل انخفاض الدجاج إلى حدود 160 دينار للكيلوغرام واستقرار أسعاره، وراحوا إلى شراء كميات منه وتجميدها بعد تيقنهم من عدم بقاء السعر على حاله ومصيره الارتفاع، ومن ربات البيوت من راحت إلى اقتناء الدقيق والفرينة وبعض المواد واسعة الاستهلاك في رمضان قبل شهر من بلوغه لاتقاء نار الأسعار الملتهبة، بل حتى أن الأسواق فتحت ذراعيها للزبائن ولبست حلة جديدة مبكرا تلوح بقدوم المناسبة الدينية العظيمة وراحت المحلات إلى توفير الأواني مسبقا وكافة الحاجيات الضرورية التي تحتاجها النسوة في الطبخ وإعداد الوجبات الخاصة بالشهر الكريم. وبعد حومنا عبر بعض الأسواق عبر العاصمة تيقنا من التحضير المسبق لرمضان الذي أعلنته أغلب النسوة فيما يخص جميع الجوانب سواء المتعلقة بالاستهلاك، أو اقتناء بعض الأواني وتجميل ديكور البيت استعدادا للشهر الكريم كعادات التزمت بها أغلب الأسر الجزائرية. تقربنا من بعض النسوة لاستفسارهن عن دوافع مسارعتهن للتحضير للشهر الكريم فأجمعن أن رعب ارتفاع الأسعار الذي يطاردهن دوما جعلهن ينتهجن تلك الحلول للحفاظ على ميزانية الأسرة من الاختلال خلال الشهر الذي يتطلب الكثير من المصاريف الكبيرة، ما قالته إحدى السيدات من بلكور العتيق والتي بينت أن الجشع الذي يصيب أغلب التجار خلال الأسبوع الأول دفعها إلى اقتناء بعض الحاجيات التي يستلزمها الشهر على غرار الفواكه الجافة التي تعرف استقرارا في الأسعار في الوقت الحالي، ومن شأنها أن تشهد ارتفاعا قياسيا خلال الأيام المقبلة على حسب ما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية، وأوضحت أنها جلبت الزبيب والمشمش الجاف بسعر 600 دينار ومن شأنهما أن يشهدا ارتفاعا في السعر قبيل رمضان وخلال الأسبوع الأول منه، بحيث في السنة الماضية ارتفعت أغلب الفواكه الجافة إلى 800 و850 دينار للكيلوغرام الواحد في بداية رمضان، وهو مبلغ مرتفع جدا لا يخدم القدرة الشرائية للأسر البسيطة. أما سيدة أخرى فقالت إنها استغلت الانخفاض الذي عرفته اللحوم البيضاء وجلبت كمية منها وجمّدتها بالمبرد خصيصا لرمضان، خاصة وأن الأسعار سترتفع خلال الشهر ولا تستقر على ذلك المستوى المنخفض جدا، بحيث نزل سعر الكيلوغرام الواحد في بعض النواحي إلى 140 دينار وما كان عليها إلا اقتناء بعض الدجاجات لاستعمالها في الأطباق الرمضانية خصوصا وأن الشهر يتطلب أكلات خاصة وميزانية عالية. انتهج بعض المواطنين تلك الحلول التي أضحت محتّمة عليهم بفعل السلوكات المنتهجة من أغلب التجار، ولجوئهم إلى اغتنام المناسبات من أجل إلهاب الأسعار والانقضاض على جيوب المواطنين ، فيما وعدت وزارة التجارة على لسان مسؤولها الأول بتوفير أغلب الحاجيات والمواد الاستهلاكية المطلوبة في رمضان للقضاء على آفة المضاربة والحفاظ على استقرار الأسعار لحماية القدرة الشرائية للمواطنين.