طالب بالكشف عن فاتورة علاجه اليمين الفرنسي يهاجم هولاند بسبب بوتفليقة تحوّلت قضية علاج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في فرنسا إلى وسيلة لتصفية الحسابات السياسية الفرنسية، حيث لم يتوان اليمين المتطرّف في مهاجمة الرئيس فرونسوا هولاند، مطالبا بكشف فاتورة علاج بوتفليقة على الرغم من أن الجزائر هي من تتكفّل بتسديد نفقات العلاج. لم يمرّ سوى يوم واحد على تصريحات هولاند بخصوص الوضعية الصحّية للرئيس بوتفليقة حتى تعالت أصوات سياسية فرنسية إلى مطالبة الحكومة بالكشف عن التكلفة المالية لعلاج بوتفليقة والجهات التي ستتكفّل بسدادها، مع أن المعلوم أن السلطات الجزائرية هي الجهة التي تتولّى سداد تلك النّفقات على اعتبار أن الأمر يتعلّق بمسؤول جزائري. ووجّه جيلبار كولار، النّائب عن حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني في الجمعية الوطنية الفرنسية، سؤالا إلى الوزير الأوّل الفرنسي يطالبه فيه بالكشف عن تكلفة علاج بوتفليقة في مستشفيات فرنسا منذ أزيد من شهر، حيث ولج المستشفى العسكري في باريس يوم 27 أفريل المنصرم. وزعم النّائب عن اليمين المتطرّف الفرنسي أن (فترة العلاج الطويلة للرئيس بوتفليقة بالمستشفيات العسكرية الفرنسية كلّفت الدولة الفرنسية أموالا كبيرة مقتطعة من ميزانية وزارة الدفاع الفرنسية). وفي محاولة (لاستغباء الرّأي العام) تساءل النّائب (المتطرّف) في هذا الصدد عن الجهة التي ستقوم بتعويض الخزينة العمومية للبلاد، هل هي الحكومة الفرنسية مجاملة منها ل (بوتفليقة) باعتبار العلاقات الجيّدة بين البلدين، والتي أثنى عليها هولاند في حواره مع وسائل إعلام فرنسية أمس الجمعة أم أن الدولة الجزائرية هي التي ستسدّد فاتورة علاج رئيسها أم مصالح الضمان الاجتماعي الخاصّة بالرئيس بوتفليقة؟ وطالب الحزب ذاته بكشف الدولة الفرنسية عن القيمة المالية الحقيقية لما كلّفه علاج الرئيس الجزائري، متسائلا إذا ما كانت خزينة وزارة الدفاع الفرنسية أو المديرية العامّة للمالية العمومية قد أرسلت إشعارا لتحصيل تكاليف علاج الرئيس المريض. كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أفاد بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يقضي حاليا فترة نقاهة بدار المصابين (أنفاليد) في باريس، مشيرا إلى أنه لا يدري (متى سيعود إلى الجزائر). وقال الرئيس الفرنسي في حوار أجراه مع الفضائية الفرنسية (فرانس 24) وإذاعة فرنسا الدولية و(تي في 5) إن بوتفليقة (يقضي فترة نقاهة في مؤسسة صحّية في قلب العاصمة الفرنسية باريس يشرف عليها الجيش)، مؤكّدا أنه لا يدري متى سيعود الرئيس بوتفليقة إلى بلاده الجزائر ومنبّها إلى أن مسألة العودة إلى الجزائر تعني الرئيس بوتفليقة ولا تعني غيره. ورفض الرئيس الفرنسي في حديثه الصحفي التعليق على صحّة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مؤكّدا أنه يقضي فترة نقاهة في باريس ويتلقّى العلاج الضروري في مصحّة خاصّة تابعة لوزارة الدفاع الفرنسية، مشيرا إلى أنه يتمنّى له العودة قريبا للجزائر. واستغلّ هولاند الفرصة ليقول إن علاقاته ب (بوتفليقة) وبالجزائر (جيّدة)، معتبرا أن (لا خطر على الجزائر) جرّاء مرض الرئيس أو بسبب ما يجري من أحداث وتقلّبات في العالم العربي، في إشارة إلى الاستقرار الذي يميّز الجزائر وسيرورة مؤسساته العادية. وأكّد تصريح الرئيس الفرنسي حول مكان تواجد رئيس الجمهورية ما تطرّق إليه مؤخّرا الوزير الأوّل عبد المالك سلال وبعض رجال الدولة بعدما تضاربت التقارير الإعلامية في الفترة الأخيرة لدى تناولها خبر صحّة الرئيس بوتفليقة. وقد نقل رئيس الجمهورية على عجل نهاية أفريل المنصرم، وبالضبط في ال 27 منه إلى مستشفى (فال دو غراس) العسكري في باريس بعد تعرّضه لنوبة إفقارية عابرة، على حدّ تعبير أطبّائه وبيان رئاسة الجمهورية بخصوص وضعه الصحّي، والذي لفت حينذاك إلى أنه لا يدعو إلى القلق. وفي 21 ماي الماضي خرج من المستشفى المذكور ونقل إلى مركز صحّي لقضاء فترة نقاهة هناك تحت إشراف أطبّاء متخصّصين.