أعلنت النمسا يوم الخميس أنها ستسحب جنودها من بعثة المراقبة الدولية في الجولان بعد اندلاع معارك بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة وهو ما يوجه ضربة إلى مهمة أبقت الجبهة السورية الإسرائيلية هادئة على مدى 40 عاما. وتحرص إسرائيل على بقاء بعثة الأممالمتحدة وتخشى أن تتحول الجولان إلى نقطة إنطلاق لهجمات على الإسرائيليين من متشددين إسلاميين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "مع التقدير لمساهمة النمسا منذ وقت طويل والتزامها بحفظ السلام في الشرق الأوسط نأسف لهذا القرار ونأمل ألا يسهم في المزيد من التصعيد في المنطقة." لكن رحيل الجنود النمساويين الذين يصل عددهم إلي 380 فردا في قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة بالجولان والبالغ قوامها ألفا سيوجه ضربة للعملية برمتها. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة جوزفين جيريرو "ظلت النمسا أساسا للبعثة وانسحابهم سيؤثر على قدرة العمليات بالبعثة." وقال مجلس الأمن التابع للامم المتحدة في بيان "عبر اعضاء مجلس الامن عن القلق العميق للخطر الذي تشكله جميع الانشطة العسكرية في المنطقة العازلة من جانب أي طرف على وقف اطلاق النار المستمر منذ وقت طويل والسكان المحليين." وسيجتمع مجلس الأمن يوم الجمعة لبحث انسحاب النمسا. وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر إن المسؤولين عن عمليات حفظ السلام سيجتمعون مع الدول المشاركة ليروا ما إذا كانت هناك دول مستعدة لتقديم جنود ليحلوا محل النمساويين. وقال ليال جرانت "نرى أن قوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك مهمة على قدر بالغ الأهمية... نحن ندعمها ونريد استمرارها." وسيطر مقاتلو المعارضة المناهضون للأسد لفترة قصيرة على المعبر الوحيد بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان مما دفع قوة الاممالمتحدة لحفظ السلام إلى الهرع إلى مخابئهم قبل أن ينجح الجنود السوريون في صد مقاتلي المعارضة وتأكيد سيطرتهم على القنيطرة.