قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة، إن هناك مخاطر كبيرة من تدويل الأزمة السورية، وأن تحريف ما جرى في القصير "غير مقبول" على حد تعبيره، وندد بالتصريحات الأمريكية المنددة بمعارك القصير ووصفها بأنها تصريحات منافقة. كما أكد لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي إحسان الدين أوغلو بموسكو، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن هناك الآلاف من المسلحين من جنسيات أجنبية يقاتلون في صفوف قوات المعارضة السورية. من جانبه، أكد إحسان أوغلو أنه بحث مع المسؤولين الروس التطورات في سوريا، وأعلن تأييد منظمته لفكرة عقد مؤتمر "جنيف 2" لحل الأزمة السورية، إلا أنه شدد على أن المؤتمر يجب أن يساعد في وقف العنف في سوريا وأن يضمن انتقال السلطة. ووصف أوغلو الوضع في سوريا بأنه "يزداد صعوبة وهذا يؤثر سلبا على دول الجوار"، مشيرا إلى أنه تقدم بعدة مبادرات لإيجاد تسوية في سوريا، وأن الصراع السوري بدأ يأخذ طابعا طائفيا في الآونة الأخيرة. وأضاف أوغلو أن الوضع في سوريا حرج جدا والضحايا في ارتفاع، مشيرا إلى أن عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي قد تم وقفها. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه رئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالإفراج الفوري عن اثنين من الصحفيين الفرنسيين كانا قد فقدا في سوريا. وقال هولاند في تصريحات صحفية أطلقها من اليابان إنه ليس هناك من مبرر لاحتجاز الصحفيين. وكانت محطة أوروبا 1 الإذاعية الفرنسية قد أعلنت أن الصحفيين ديديه فرانسوا وادوارد الياس قد اختفيا منذ ما يقرب من يوم أثناء تغطيتهما للصراع في مدينة حلب السورية. وقال هولاند إن الصحفيين "لا يمثلان أي دولة"، وانهما كانا يعملان "من أجل إيصال المعلومة للعالم" حول الأوضاع السائدة في سوريا. وأضاف: "لقد فقدنا الإتصال بهذين الصحفيين، ولكننا لا نعرف بالضبط ظروف اختفائهما"، مؤكدا أن "الصحفيين يجب أن يعاملا كصحفيين". وكانت باريس قد اتهمت في وقت سابق من الأسبوع الجاري "النظام السوري وأعوانه" باستخدام غاز السارين السام في حربهم ضد المعارضة السورية المسلحة، وقالت إن الفحوص المختبرية التي أجرتها أثبتت أن دمشق استخدمت غاز الأعصاب هذا أكثر من مرة. على صعيد آخر، قالت الأممالمتحدة إنها تبحث عن بدائل للقوة النمساوية المشاركة في قوة حفظ السلام الدولية المنتشرة في مرتفعات الجولان المحتلة، والتي أعلنت فيينا أنها بصدد سحبها بعد قتال ضار وقع أول أمس في المنطقة بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة. من جهتها، أعربت إسرائيل عن أسفها لقرار سحب الجنود النمساويين الذين يشكلون أكثر من ثلث القوة الموكل إليها مراقبة وقف إطلاق النار في الجولان. وكان مقاتلو المعارضة السورية قد استولوا صباح أمس، على معبر القنيطرة الحدودي في الجولان، قبل أن تستعيد القوات النظامية السيطرة عليه بعد ساعات.