الحكومة والمركزية النقابية ترافعان للحوار سلال يدعو لحماية المؤسسات ومناصب الشغل جدد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال يوم الخميس بالجزائر العاصمة تأكيده مرة أخرى على فضائل الحوار والتشاور، داعيا إلى اتخاذ كافة التدابير المناسبة من أجل ذلك وتفادي ما يعرض المؤسسات ومناصب الشغل للخطر، وهو نفس ما دعا إليه زعيم المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد الذي رافع، بدوره، للحوار. وحث سلال خلال اختتام أشغال منتدى الخمسينية للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي الشركاء الاجتماعيين على (تفعيل) الحوار ووضع إطار مناسب حسب الحاجة للتشاور الدائم والبناء. وشدد السيد سلال في كلمته الموجهة لأعضاء الحكومة والولاة ورؤساء شركات تسيير المساهمات على عقد الاجتماعات الدورية التي ينص عليها القانون بغرض العمل بصفة مشتركة على دراسة العلاقات الاجتماعية المهنية والظروف العامة للعمل لدى المؤسسة. كما دعا إلى ضرورة احترام مراحل الحوار والتفاوض قبل اللجوء إلى أشكال أخرى تعرض المؤسسة ومناصب الشغل إلى الخطر. وبخصوص متابعة الوضع الاجتماعي للمؤسسات والهيئات أكد الوزير الأول على تقديم كل المساعدات والدعم الضروري للشركاء الاجتماعيين من أجل تقريب وجهات النظر واتقاء كل تدهور للمناخ الاجتماعي والمساهمة في تسوية كل خلاف جماعي للعمل لصالح المؤسسة والعمال على حد سواء كما أضاف. وشدد قائلا (يجب أن يسمح الحوار الاجتماعي بتعزيز الثقة) بين الشركاء الاجتماعيين الذين يتعين عليهم تقاسم المعلومات وضبط الاستراتيجية وتنسيق أعمالهم وحماية المؤسسة بصفتها (المركز الاساسي) لإنتاج الثروة من كل الاضطرابات التي يمكن أن تمس بأهدافها المتمثلة في تحسين ظروف المعيشة. من جهة أخرى يرى الوزير الاول أن حتمية النمو الاقتصادي وبالتالي ضرورة تطوير الاداة الوطنية للإنتاج قد جعلتا السلطات العمومية تقدم المساعدات والتسهيلات والتشجيعات الضرورية لمرافقة المؤسسات العمومية في جهودها لتطهير وضعياتها المالية وتأهيلها وتحسين أدائها ومن ثمة الحفاظ على مناصب العمل. وأكد في نفس الاطار أن هذا المسعى قد (لا يؤدي ثماره في غياب مشاركة حقيقية للشركاء الاجتماعيين (المستخدمين وممثلي العمال) من أجل رفع التحديات المطروحة في كنف جو يتسم بالهدوء الذي لايمكن تحقيقه بشكل مستدام إلا من خلال الحوار والتشاور). من جهته، دعا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد المجيد سيدي سعيد يوم الخميس في رسالة وجهها للاتحادات الولائية والفدارليات الوطنية للمركزية النقابية إلى إشراك الهيئات والمسؤولين النقابين في التحسيس بأهمية الحوار والتشاور من اجل التكفل بالمطالب والاحتجاجات. وقال السيد سيدي سعيد في رسالته إن "الاتحاد العام للعال الجزائري الذي يدرك رهانات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدنا ما انفك يشجع الحوار والتشاور في كل مستويات المؤسسة وعالم الشغل". وأوضح المسؤول أن هذا المحور (الجوهري) من سياسة المركزية النقابية يشكل "ميزة" الاستماع والتفاوض الجماعي في حياة المؤسسة التي هي موضع الشغل وخلق الثروات. يذكر أن موقف المركزية النقابية جاء إثر التعليمة التي وجهها الوزير الأول عبد المالك سلال لأعضاء الحكومة والولاة ورؤساء شركات تسيير المساهمات حول (بعث الحوار الاجتماعي) والتي صدرت عقب جلسة العمل التي عقدها بمقر الوزارة الاولى مع السيد سيدي سعيد. وأضاف السيد سيدي سعيد ان الاتحاد العام للعمال الجزائريين يولي أهمية لهذه المنهجية المتعلقة بالوقاية من الخلافات وتعزيز الثقة بيم الشركاء لتفادي كل اضطراب خاصة في هذه المرحلة من بعث السياسة الوطنية للتنمية الصناعية وترقية الانتاج الوطني.