بسبب نقص "الإنتاج" وزيادة الطلب الجزائر مهدّدة ب "أزمة لحوم" في رمضان محمد الطاهر يتوقّع ارتفاع أسعار اللّحوم منذ بداية رمضان كشف محمد الطاهر رئيس اللّجنة الوطنية للّحوم عن أن الجزائر تعاني من ضعف كبير في إنتاج اللّحوم مقدّر ب 400 ألف طنّ في العام، وفي ظلّ زيادة الطلب ليس مستبعدا أن تعيش الجزائر (أزمة لحوم) بمناسبة رمضان، حيث توقّع الطاهر ارتفاعا في أسعارخا بنسبة 5 إلى 10 بالمائة خلال الأسبوع الأوّل من شهر رمضان. أفاد محمد الطاهر أمس السبت في ندوة صحفية بمقرّ الاتحاد العام لاتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين بالجزائر العاصمة بأن أسعار اللّحوم الحمراء بدأت في الارتفاع منذ الأسبوع الماضي، مرجعا ذلك إلى تزايد الطلب عليها، حيث أشار إلى أن سعر لحم الخروف وصل حاليا في أسواق الجملة إلى 1250 دينار جزائري، و1350 في أسواق التجزئة. وفي هذا الإطار، أكّد محمد الطاهر أنه لولا استيراد الجزائر لكمّية من اللّحوم الحمراء من إسبانيا لكان من الممكن أن ترتفع أسعارها إلى 1600 دينار جزائري خلال رمضان، معتبرا أن الخلل في ارتفاع الأسعار في بعض المناسبات هو انعدام الثقافة الاستهلاكية عند المواطن الجزائري، ولتحايل بعض التجّار النّاشطين في المجال في ظلّ عدم وجود الرقابة الكفيلة التي تفرضها السلطات لمنع مثل هذه التجاوزات، داعيا في الوقت ذاته المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك لأن ثقافة الاستهلاك تساهم في زيادة أو انخفاض الأسعار بنسبة 15 إلى 20 فالمائة. وشدّد المتحدث على أن المساحة الجغرافية للجزائر وتضاريسها تساعد على تربية الماشية، غير أن الواقع يعكس غير ذلك تماما بالنّظر إلى أن عدد رؤوس الماشية في الجزائر حاليا يقدّر ب 20 مليون رأس وهو الرّقم الذي يراه المتحدّث ضئيلا جدّا بالمقارنة مع المساحة الكبيرة للبلاد، إذ يجب إنتاج 50 مليون رأس على الأقل، نافيا في ذات الوقت أن تكون عملية التهريب إلى الدول المجاورة على غرار المغرب وتونس وراء التراجع الكبير في الإنتاج. بينما أكّد رئيس اللّجنة الوطنية للّحوم أن العملية أصبحت عكسية، حيث أن الماشية أصبحت تهرّب من المغرب إلى الجزائر وليس العكس، على حدّ تعبيره. وأوضح ذات المتحدّث أنه يجب مرور ثلاث سنوات لمعرفة الكمّية التي يجب إنتاجها لتجنّب الاستيراد، كاشفا أنه في ظلّ عدم وجود مذابح بالمقاييس العالمية ستعمل الدولة على إنجاز 3 مذابح كبرى، مؤكّدا أن زيادة على الإنتاج الضعيف لمادة اللّحوم الحمراء المقدّرة بما يقلّ عن 600 ألف طنّ في العام في الوقت الذي يجب إنتاج ما يزيد عن مليون طنّ لتلبية الطلب المحلّي فإن المجال يعاني أيضا من عدم إيلاء الدولة لدعم التكوين للمربّين في المزارع لتكون لديهم نظرة ومخطّطا إنتاجيا. وأشار محمد الطاهر إلى ضرورة تحسين تسييرها ووضع ديناميكية عمل متقنة لتعزيز الإنتاج عوض صرف أموال تقدّر بالملايير من أجل مشروع خاسر. ومن جانب آخر، أكّد النّاطق الرّسمي باسم اتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين على هامش الندوة أن من بين المشاكل التي تعرقل مسار إنتاج اللّحوم في الجزائر هو عدم أداء المصالح الاقتصادية البالغ عددها 1541 مصلحة لمهامها المنوطة بها على أكمل وجه، متّهما إيّاها بتعطيل جلّ المشاريع الخاصّة بهذا المجال، داعيا إلى عدم مركزية القرار الاقتصادي لأنه يعيق الشباب والرّاغبين في الاستثمار في المجال من إتمام إجراءات الموافقة على إنجاز المشروع، وكذا إشراك البنوك في تمويل هذه المشاريع.