جماعة الأسير تضع لبنان على شفير الحرب الأهلية تصاعد وتيرة الاشتباكات في صيدا وضحايا بالعشرات تجدّدت الاشتباكات في صيدا بين عناصر الجيش اللّبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير حول مسجد (بلال بن رباح) حيث يتحصّن الأسير، فيما أغلق الطريق الرئيسي بين صيدا وبيروت بسبب الاشتباكات. أفاد تلفزيون المستقبل عن مقتل عشرين شخصا داخل المسجد، فيما امتدّت الاشتباكات أيضا إلى الأسواق الداخلية للمدينة. ومن جانبها، ناشدت بلدية صيدا المسؤولين بهدنة عاجلة ووقف لإطلاق النّار لدواعٍ إنسانية. وأوقعت الاشتباكات 12 قتيلا وعشرات الجرحى بينهم أربعة قتلى من حزب اللّه، ولاحقا أعلن الجيش اللّبناني أنه فقد 12 عسكريا في الاشتباكات التي لم تتجاوز 24 ساعة. وقتل العسكريون في مواجهات اندلعت في مدينة صيدا الساحلية بعد مهاجمة مجموعة تابعة للأسير لحاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا صيدا. وتواصلت الاشتباكات المتقطعة واشتدت وتيرتها مع تسجيل صمود للأسير في مسجد (بلال بن رباح) حيث يتحصّن. وكان الشيخ الأسير كتب عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في وقت سابق إن (الجيش اللّبناني مع حزب اللّه وحركة أمل يدكون مسجد بلال بالقذائف الثقيلة). لكن محصّلة قتلى الجيش ارتفعت بعد أحداث صيدا الأخيرة إلى 13 وأكثر من 70 جريحا، ويستمرّ الجيش في تنفيذ هجومه على المربّع الأمني لشيخ مسجد (بلال بن رباح) أحمد الأسير، ويحرز الجيش تقدّما كبيرا، حيث وصل إلى باحة مسجد (بلال بن رباح). وعن أحداث صيدا يرى النّائب خضر حبيب (المستقبل) أن لبنان على شفير حرب أهلية، والسبب الأساسي هو السلاح المتنشر في معظم المناطق اللّبنانية، ويجب معالجة سبب ما وصلنا إليه اليوم إن كان في صيدا أو طرابلس أو عرسال البقاع. وعن تشبيه البعض ما يحصل في صيدا ببدايات الحرب في العام 1975، يرى حبيب أن لبنان على شفير الهاوية وعلى بعد قريب من حرب أهلية، لان السبب الأساسي هو تورّط حزب اللّه في أتون الحرب السورية، وعدم خضوعه للكيان اللّبناني، وهناك احتقان كبير ويجب معالجة الموضوع على أعلى المستويات. عن دور الأحداث السورية في العمل على إشعال الفتنة في صيدا وسائر المناطق اللّبنانية، يرى حبيب أن النّظام السوري حاول في الماضي ولا يزال يحاول أن ينقل أتون الحرب الطائفية من سوريا إلى لبنان، ورأينا ذلك خلال محاولات عديدة، وآخرها محاولة التفجيرات مع ميشال سماحة واللواء السوري لنقل التفجيرات إلى لبنان. واعتبر الكاتب الصحفي أسعد بشارة قتال عناصر حزب الله إلى جانب الجيش اللّبناني في معركة صيدا أمرا يضرّ في المقام الأوّل بصورة المؤسسة العسكرية، وأضاف: (كان هناك حديث عن مقتل 3 عناصر من حزب اللّه وسقوط 10 جرحى في القتال، وبالتالي تأكّد تدخّل الحزب في المعارك، ما سيتسبّب في ارتدادات سياسية سيكون لها عواقب وخيمة). أمّا شارل جبور عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ومدير تحرير صحيفة (الجمهورية)، من منطقة البقاع فأكّد أن الجيش اللبناني والشيخ أحمد الأسير تمّ استدراجهما إلى هذه المواجهة العنيفة، مشدّدا على أنه كان يتحتم على الأسير أن يتجنب الصدام مع الجيش لأن الغرض منه وضع السنّة في مواجهة الجيش. سليمان يترأس اجتماعا لمجلس الأمن المركزي على الرغم من تراجع حدّة الاشتباكات صباح أمس فقد دخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في دائرة القتال بعد تمركّز عدد من عناصر الأسير في مباني منطقة تعمير عين الحلوة، مما أدى إلى سقوط قذائف على المنطقة أسفرت عن مقتل شخص، في حين سارعت كل من حركتي حماس وفتح إلى اتخاذ تدابير أمنية في المخيم لمنع انخراط الشباب المقيمين فيه بالمعارك. كان فجر أمس قد شهد اجتماعا بمدينة صيدا بين ممثّلين عن هيئة علماء المسلمين وقيادة الجيش اللّبناني لمحاولة وقف الاشتباكات المتواصلة بين الجيش وأنصار الأسير، لكن المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في صيدا وجنوب لبنان بسام حمود أوضح أن قيادة الجيش لم تبد تجاوبا مع مطالبهم بوقف إطلاق النّار لسحب المدنيين والجرحى من مناطق الاشتباك رغم حصولهم على وعود إيجابية من قيادات سياسية وعسكرية قبل اللقاء، حسب قوله. وقالت قيادة الجيش إنها حاولت منذ أشهر إبعاد لبنان عن الأزمة السورية و(عدم قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا حرصا على احتواء الفتنة)، معتبرة أن (الجيش استُهدف بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا). وطلبت القيادة من قيادات صيدا السياسية والدينية التعبير عن موقفها، (فإمّا أن تكون إلى جانب الجيش اللبناني لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير وإمّا أن تكون إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين). وفي المقابل بثّ الأسير على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا يطالب فيه مناصريه بالمساعدة وقطع الطرق، ودعا (الأشراف من السنة وغير السنّة) إلى الانشقاق عن الجيش. وفي ظلّ هذه الأجواء دعا الرئيس اللّبناني ميشال سليمان إلى اجتماع وزاري أمني في بعبدا أمس لمناقشة الأزمة وشدّد على أن الجيش لديه تفويضا كاملا (لضرب المعتدين وتوقيف المنفّذين والمحرّضين)، معتبرا أن الدعوات الموجهة إلى العسكريين للانشقاق (تصبّ في خانة مصلحة أعداء لبنان). من جانبه، دعا رئيس الوزراء المكلّف تمام سلام جميع القوى السياسية لمؤازرة الجيش والقوى الأمنية (لوضع حد للصدامات المفتعلة التي باتت عبئا على الجميع دون استثناء). وقال وزير الداخلية مروان شربل إن الوضع يشكّل (اعتداء على الجيش من دون سبب وخلق فتنة)، وطلب من الجيش أن (يكون حازما في خطواته من أجل دماء الشهداء الذين سقطوا). ومن جانبها، أكّدت الجماعة الإسلامية أن اشتباكات صيدا تستدعي عملا سريعا لوقف إطلاق النار والعمل على مبادرة سياسية تجنب المدينة والمدنيين والعسكريين مزيدا من الخسائر. أمّا بهية الحريري نائبة مدينة صيدا في البرلمان فدعت في رسالة بثّها تلفزيون المستقبل اليوم إلى (إنقاذ صيدا من المسلحين) في إشارة إلى أنصار الأسير وسرايا المقاومة المحسوبة على حزب اللّه.