احتدمت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش اللبناني والعناصر المسلحة في مدينة صيدا جنوب لبنان رغم تهديد الجيش بالرد بقوة على أي اعتداء يطال أمن البلاد وذلك قبيل اجتماع وزاري دعا إليه الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اليوم الاثنين لبحث تطورات الأوضاع الأمنية. وقد اندلعت اشتباكات مسلحة أمس الأحد بمحلة "عبرا" في شرق شمال صيدا كبرى مدن جنوب لبنان بين الجيش اللبناني ومناصرين للشيخ السني أحمد الأسير راح ضحيتها حتى الآن ما لا يقل عن 12 عنصرا من أفراد الجيش وأصيب خمسون آخرون. ووفقا لما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية "ن ن أ" اليوم فإن الاشتباكات تتواصل بعنف في بلدة "عبرا" بين الجيش اللبناني والعناصر التابعة للشيخ أحمد الأسير ومقاتلين من جنسيات مختلفة التي تستعمل القذائف والقنابل لصد القوات اللبنانية. يذكر أن الشيخ أحمد الأسير المساند للمعارضة السورية يعتبر من أبرز منتقدي "حزب الله اللبناني" الذي يقاتل في عدد من المناطق السورية. وكان الشيخ الأسير قد هدد مؤخرا بإخلاء شقق يقطنها أنصار "حزب الله" في محلة عبرا ذات الغالبية السنية. وكان الأمين العام لحركة المقاومة اللبنانية "حزب الله" حسن نصرالله أعلن مؤخرا مشاركة مقاتلين من الحزب إلى جانب الجيش النظامي السوري في المعارك الدائرة مع المعارضة المسلحة السورية حيث أدى دخول الحزب في معركة القصير (سوريا) الى ردود فعل عربية وغربية أدانت تورط الحزب اللبناني في الأزمة السورية. وكانت مدينة صيدا اللبنانية قد شهدت الثلاثاء الماضي اشتباكات بين مؤيدين للشيخ احمد الأسير ومناصرين ل"حزب الله" أدت إلى مقتل شخص وإصابة سعبة آخرين. ووجهت قيادة الجيش اللبناني إثر تلك الاشتباكات انذارا لجميع المسلحين بوجوب الانسحاب الفوري من الشوارع محذرة من إطلاق النار عليهم والرد على مصادر إطلاق النار بالمثل. وقد شهدت منطقة صيدا موجة من الهلع بين السكان الذين اضطروا إلى ترك منازلهم فرارا من الاشتباكات العنيفة الدائرة بين الجيش ومسلحي الشيخ الأسير وفقا لما تناقلته شاشات التلفزيون المحلية والاجنبية اليوم. — الجيش اللبناني يتوعد بالرد بقوة على أي اعتداء يستهدف استقرار لبنان— وعقب الاعتداء الذي تعرض له حاجز تابع للجيش في بلدة "عبرا-صيدا" على يد مجموعة مسلحة تابعة للشيخ "السلفي" أحمد الأسير دون أي سبب والذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وتضرر عدد من الآليات العسكرية اتخذت قوى الجيش التدابير اللازمة لضبط الوضع الأمني وتوقيف المسلحين متوعدة بالرد بقوة على كل من يستهدف استقرار البلاد. وتمكن الجيش اللبناني من إعادة فتح طريق المدينة المدينة الرياضية ببيروت بالاتجاهين بعد قطعها بالإطارات المشتعلة من جانب بعض الشباب على خلفية الاشتباكات المسلحة فى "عبرا". وقد أكدت قيادة الجيش في بيان لها بأن "لجيش البناني قد حاول منذ أشهر إبعاد لبنان عن ما يحدث في سوريا وتجاهل عدة مرات النداءات السياسية للقضاء على جماعة الشيخ أحمد الأسير" مشيرة إلى أن "ما حدث أمس الأحد قد تخطى كل التصورات فقد تم استهداف الجيش بدم بارد (...) بهدف إقحام لبنان مجددا في دوامة العنف" في إشارة إلى الحرب الأهلية التي عاشتها لبنان ما بين 1975 و1990. وقد أعلن الجيش اللبناني في بيانه بأنه "سيضرب بيد من حديد جميع من يرغب في سفك دم الجيش" مشيرا إلى أن سيواصل مهمته المتمثلة في سحق انتشار العنف في صيدا وفي أي مكان آخر". وتصاعدت وتيرة المخاوف من تدهور الوضع الأمني ليشمل كافة المناطق اللبنانية بعد أن تجدد التوتر أمس بمدينة صيدا جراء استهداف الجيش من قبل عناصر مسلحة. وتشهد المناطق اللبنانية الحدودية مع سوريا أجواء من التوتر من حين إلى آخر منذ أكثر من سنتين على خلفية الأزمة التي تعصف بسوريا. — اجتماع وزاري لبحث تطورات الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان — ونظرا للمنحنى الخطير الذي تأخذه الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان على خلفية تدخل "حزب الله" اللبناني في المعارك في سوريا ضد المتمردين السوريين الذين يلقون تأييدا من قبل قسم من سكان الجنوب اللبناني الموالين للمعارضة السورية وجه الرئيس اللبناني ميشال سليمان بعقد اجتماع طارئ لبحث آخر التطورات الأمنية على الأرض. ودعا سليمان الوزراء والقادة المعنيين بالأمن إلى اجتماع اليوم في القصر الجمهوري لبحث "الأوضاع الأمنية في لبنان" بعد أن تابع أمس مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي تطورات الاشتباكات في مدينة صيدا. ومن جهته أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التعرض للجيش اللبناني الذي يشكل "صمام الأمان" للبنان وجميع اللبنانيين لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن داعيا الجميع إلى الالتفاف حول الجيش اللبناني ودعم مهمته في حفظ الأمن والاستقرار وعدم الانجرار وراء محاولات تفجير الأوضاع في لبنان. وفي ذات السياق أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس الأحد عن بالغ تقديره للجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان من أجل المحافظة على أمن لبنان واستقراره وحماية سلمه الأهلي من التداعيات الخطيرة للأزمة السورية. وأكد الأمين العام على تضامن جامعة الدول العربية الكامل مع لبنان إزاء ما يتحمله من أعباء قاسية ومن يواجهه من تحديات أمنية وسياسية بالغة الخطورة نتيجة للأحداث الجارية في سوريا وما تشهده الحدود اللبنانية السورية من توترات أمنية وخروقات لسيادته الوطنية وحرمة أراضيه.