نجت من الحرب على الفساد شركات روسيا خارج "القائمة السوداء" بالجزائر لافروف: "الجزائر شريك مهمّ لروسيا" يبدو أن الشركات الرّوسية عموما والنّاشطة في مجال الطاقة بوجه خاص قد نجت من (مقصلة الحرب على الفساد) المعلنة بالجزائر، حيث تشير مختلف المعطيات إلى أنها بقيت عموما خارج (القائمة السوداء) للشركات المتورّطة في فضائح فساد، والتي قال وزير الطاقة إنها ستُمنع من أيّ نشاط في الجزائر مستقبلا. تواصل شركات روسية مختصّة في المحروقات على غرار (غازبروم) النشاط في السوق الجزائرية بشكل عادي وتشارك في مشاريع هامّة، وهو ما تمّ التأكيد عليه بمناسبة زيارة وزير خارجية بلادنا إلى موسكو. وقال وزير الشؤون الخارجية الرّوسي سرغاي لافروف أمس الثلاثاء بموسكو إن الجزائر شريك (مهمّ) و(تقليدي) بالنّسبة لروسيا التي تعتزم تعزيز تعاونها معها، لا سيّما في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقوية. وأكّد رئيس الدبلوماسية الرّوسية خلال لقاء صحفي نشّطه بمعيّة وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي عقب لقائهما أن الجزائر (شريك مهمّ وتقليدي في منطقة شمال إفريقيا ونعتزم تعزيز تعاوننا معه، لا سيّما في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقوية). وأوضح السيّد لافروف أن إعلان الشراكة الاستراتيجية الذي وقّع في 2001 بموسكو يعدّ (قاعدة متينة) لتطوير العلاقات بين البلدين، وقال إنه (بالنّظر إلى الأجندة التي تمّ تحديدها في إطار هذا الإعلان تحدّثنا [مع السيد مدلسي) حول تعزيز العلاقات الجزائرية الرّوسية بما فيها تجسيد الاتّفاقات الثنائية حول تعزيز العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقوية والتعاون العسكري والتقني)، واعتبر أن (سبل تطوير الشراكة الجزائرية-الرّوسية تقوم على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين)، مذكّرا بأن شركات روسية للمحروقات مثل (غازبروم) تنشط في السوق الجزائرية وتشارك في مشاريع هامّة. كما أكّد السيد لافروف أن روسيا تعتزم (تعزيز حضورها) في السوق الجزائرية من خلال المشاركة في مشاريع متعلّقة بإنجاز السكنات والمنشآت القاعدية في البلد. وأعرب رئيس الدبلوماسية الرّوسية عن ارتياحه لعمل اللّجنة المختلطة الجزائرية-الرّوسية التي اجتمعت في أفريل بالجزائر، مؤكّدا على إرادة بلده في (المضي قُدما بالاتّفاقات التي انبثقت عن هذه الدورة)، وبخصوص التعاون الجزائري-الرّوسي على الصعيد الدولي أشار إلى (تطابق) وجهات النّظر بين البلدين فيما يتعلّق بالمسائل الدولية الرئيسية وتمسّكهما بسيادة القانون الدولي في هذا الصدد، وقال: (لا حظنا أن مقارباتنا حول المسائل الدولية كانت دائما متوافقة. نحن وزملاؤنا الجزائريون نتّفق على سيادة القانون الدولي وعلى تعزيز الدور المحوري لمنظّمة الأمم المتّحدة قصد تحقيق توازن واستقرار في العلاقات الدولية). وأكّد السيّد لافروف أن الجزائروروسيا (اتّفقتا) على مواصلة التعاون في مجال القضايا الدولية، مضيفا أن اقتراحات البلدين تقوم على مبادئ احترام الشرعية الدولية والتسوية السلمية للنّزاعات دون التدخّل الأجنبي، وأكّد أن لقاءه مع السيّد مدلسي شكّل فرصة لتبادل وجهات النّظر حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد العديد من النّزاعات. وشدّد الوزير الرّوسي قائلا: (نحن [الرّوس والجزائريون] متيقّنون من أن النّزاعات في هذه المنطقة يجب أن تسوّى عن طريق وقف سفك الدماء والكفّ عن العنف ومنع التهديد الإرهابي وتنقّل الأسلحة بشكل غير قانوني وتفضيل الحوار بعيدا عن العنف). ومن جهة أخرى، اعتبر السيّد لافروف أن المقاربات الجزائرية والرّوسية اتجاه القضية الفلسطينية (دوما متقاربة)، مضيفا أن بلده يدعو إلى تقارب بين فلسطين وإسرائيل من أجل بعث الحوار السلمي.