اختتم مؤتمر العلماء الدولي لاتحاد علماء بلاد الشام أعماله في قرية الساحة التراثية-طريق المطار في بيروت بحضور لفيف من العلماء المسلمين والمفتين من مختلف البلدان العربية والإسلامية والغربية. وفي إطار مناقشة عنوان المؤتمر (سماحة الإسلام وفتنة التكفير) تطرق البرنامج إلى تناول ثلاثة محاور: الأول (الإسلام وتعددية المذاهب، الثاني "التكفير عبر التاريخ)، والثالث (التكفير ومعاناة الأمة في الوقت الراهن)، وقد تحدث في المحور الأول مفتي الجمهورية السورية الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون فتحدث بألم عن وضع بلاده، داعياً الأمة الإسلامية وتحديداً اتحاد علماء بلاد الشام إلى التحرك بسرعة وإنقاذ المسلمين والأزهر من الخطر، كما دعا المفتي حسون إلى تشكيل لجنة تنفيذية للقيام بحركة سريعة إزاء تلك المخاطر. من جهته، ألقى الدكتور الشيخ أحمد محمود كريمة كلمة الأزهر، فقال فيها إن التكفير هو من الجرائم العظمى المحرمة وتأتي خطورتها ككارثة تعصف بالأمة التي تخترعها رياح العصبية، داعياً الأمة إلى التنبه من مضار التكفير وخطورته، كما كشف عن وجود خمس عشرة قناة فضائية تحاول تشويه الأزهر وشن أبشع الحملات عليه، داعياً إلى إنقاذه، وقال الشيخ كريمة إن التكفير جريمة منكرة تتناقض مع كتاب الله والسنة النبوية الشريفة. بدوره، رئيس مجمع الفتح الإسلامي في دمشق الشيخ حسام الدين فرفور، قال إنه آن الآوان كي تعود الأمة إلى رشدها ومكانتها في القيادة والريادة والسيادة، داعياً إلى الكف عن الاتباع والاستعمار الفكري والعودة إلى الاستقلال، كما دعا إلى وحدة القلوب بين المسلمين وصفاء النيات والترفع عن الصغائر. كما كانت كلمة للشيخ الدكتور محمد شريف الصواف، قال فيها إن الظاهرة التكفيرية بدأت بالتفشي في جسد الأمة، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تمارس دوراً تحريضياً وتقوم على دراسات معمقة في غسيل أدمغة الناس وتستخدم أساليب الدعاية والترويج وهي تخوض اليوم حرباً تكفيرية وتدخل في أنحاء المجتمع، وأكد أن ظاهرة التكفير اليوم هي ظاهرة إعلامية وسياسية وليست دينية، داعياً إلى تأليف إستراتيجية واضحة حيال التكفير لمواجهته. من جانبه، قال أمين عام حركة (التوحيد الاسلامي) الشيخ بلال شعبان إن ما يجري اليوم ليس اختلافاً مذهبياً إنما هو سياسي بامتياز، لافتا إلى أن بعض الأيادي الخارجية تسعى للدخول إلى مناطقنا من خلال الاختلاف المذهبي والعرقي، وأضاف:(أن البقعة الوحيدة الآمنة في المنطقة هو الكيان الصهيوني لأن المسلمين بدلوا الهوية ولم يصطفوا في تحديد العدو والصديق).