* عشر جرائم قتل بشعة يوميا في الجزائر يشتكي الكل من حوادث القتل التي تجري وقائعها هنا وهناك، فإضافة إلى آفة الانتحار التي تزحف على مجتمعنا والتي اتخذت مختلف الأشكال والصور من الشنق إلى الحرق وتناول المحاليل الحمضية، صارت حوادث القتل التي تفرزها النزاعات والصراعات فيما بين الشبان حدثا روتينيا تضمه أحياؤنا الشعبية وحتى قرانا ومداشرنا. وكشفت آخر الإحصائيات عن تسجيل ما يعادل عشر جرائم قتل بشعة تحدث يوميا في الجزائر وتمس كافة ولايات الوطن، وكانت كنتيجة سلبية لآفة الانحراف التي تتربص بالشبان والتي لم تعد تفرق بين المناطق البدوية أو الحضرية ومست كافة المناطق في الوقت الحالي. ويعرف شهر رمضان أنه من أكثر الشهور التي تعم فيها الصراعات والعراك كل الأماكن، وهي للأسف الصورة السلبية التي تلحق بالشهر الكريم، وترمى الكرة دوما إلى مرمى الصيام وتلفق لذلك الركن الهام جميع التهم، حتى يتخوف الكثيرون من انتشار الإجرام خصوصا وأنه شهر تكثر فيه أفعال السرقة والسطو على المتبضعين، دون أن ننسى العراكات الدامية التي تشهدها المناطق التي تضم كثافة سكانية عالية، والأسواق الشعبية التي تعد بؤرة أخرى لارتكاب مختلف الجرائم لاسيما الفوضوية منها.. الأمن يركز على الأماكن الحيوية تعد الأسواق الشعبية من بين المناطق الأقرب لارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها وصورها خلال الشهر الكريم بالنظر إلى احتراف العديد من الشبان التجارة الموسمية، بحيث يعد شهر رمضان الفرصة الثمينة للبعض من أجل تحقيق بعض المداخيل بالنظر إلى الإقبال الكبير للمواطنين على مختلف المواد الاستهلاكية التي يتطلبها الشهر، ولا يتوانى بعض التجار الموسميين أو المرتبطين بالمواسم الديني على توفير مختلف الحاجيات التي يستلزمها الشهر الكريم، وبالتالي نصطدم بمشكل اصطفاف تلك الطاولات التي كانت في الكثير من المرات سببا في نشوب نزاعات دامية بين التجار على مستوى الأسواق، والتي تعتبر بابا من أبواب فتح المجال أمام سرقات اللصوص اتجاه المتبضعين، بحيث يتم الاعتداء عليهم جهارا نهارا لسلبهم حافظاتهم الجلدية. ويشتكي الكل من كثرة حوادث السرقة خلال الشهر الكريم التي تطالهم مما يجبرهم على التحلي بالكثير من الحيطة والحذر أثناء تنقلاتهم، ويتركز اهتمام دوريات الأمن خلال الشهر الكريم على الأسواق ومراكز البريد وحتى المساجد لضمان تنقل المصلين لأداء الصلاة بكل أمان وسكينة، ولاحظ الكل الاهتمام البالغ الذي توليه دوريات الأمن التي كثفت من حضورها بالأماكن الحيوية، بحيث ارتاح الكل لتلك المخططات، ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر ناحية المدنية بالعاصمة التي تشهد هدوءا وسكينة بحيث تم القضاء على أغلب الطاولات الفوضوية، فضلا عن إفراغ ساحة المدنية من سيارات الكلوندستان التي كانت تملأها مما أبعد الضجيج عن تلك الناحية، خصوصا وأنها منطقة استهدفت في سنوات الجمر وارتاح السكان للنظام الذي عمّها في هذه الآونة بالذات، ومن شأن الخطوة إحباط عمليات السرقة التي كانت تطال المتنقلين بالناحية التي ينتشر فيها اللصوص بكثرة في رمضان خصوصا وأنها منطقة تعرف بحيويتها طيلة الشهر الكريم. وعبّر أغلب المواطنين عن ارتياحهم لتلك الالتفاتات التي تهم أمن وسلامة المواطنين، حيث تقربنا إلى البعض منهم بالمنطقة، إذ قال السيد إسماعيل إن الناحية لبست حلة جميلة ونظيفة مع قدوم الشهر الكريم خاصة وأن المدنية أو صالومبي سابقا هي من النواحي الشعبية التي يكثر عليها توافد المواطنين من كل حدب وصوب كونها ناحية تعرف بأجوائها المتميزة خلال الشهر الكريم ليل نهار، وهو السر الذي يجذب الزوار إليها بصفة أوسع خلال الشهر الكريم، إلا أنه لم ينف صور العنف المروعة والاعتداءات وحوادث السرقة التي شهدتها ذات المنطقة في السنوات الأخيرة أثناء انشغال المواطنين بالتبضع، ورأى أن إخلاء الناحية من بعض السيارات والتخفيف من الاكتظاظ أظهرها بصورة جيدة ومن شأنه أن يضمن سلامة وأمن المواطنين القاصدين للمكان. عودة المساجين ترعب سكان الأحياء الشعبية يخشى سكان بعض الأحياء الشعبية التي استفاد بعض الشبان القاطنين بها من العفو الرئاسي مؤخرا بمناسبة عيد الاستقلال من نغص هدوئهم خلال الشهر الكريم، خصوصا وأن أغلبهم يعودون إلى الجرم مباشرة بعد إطلاق سراحهم بسبب عودتهم لتناول المخدرات والسكر العلني حتى في أيام الشهر الفضيل، ناهيك عن الصراعات التي يثيرونها على مستوى الأحياء الشعبية التي لا تسلم من تلك العراكات الدامية خلال أيام الشهر الفضيل، بحيث عاشت بعض النواحي أجواء تلك الصراعات قبيل الشهر الكريم، بحيث عاش حي 300 مسكن ببئر توتة في الأيام الأخيرة على وقع جريمة شنعاء راح ضحيتها الشاب وليد عن عمر يناهز الرابعة والعشرين وكانت نهايته على يد شاب بالغ من العمر 22 عاما من الحي نفسه، حيث وبعد مناوشات بين الضحية والجاني قام ذاك الأخير بتوجيه عدة طعنات له على مستوى البطن أردته قتيلا في الحي. وعاش السكان على هول الفاجعة فيما فر القاتل إلى وجهة غير معلومة وتواصلت تحريات الأمن لإلقاء القبض عليه، وتجدر الإشارة أنه من ذوي السوابق العدلية وعرف بانحرافه على مستوى الحي. وتعيش بعض الأحياء الشعبية على الوتيرة نفسها بعد أن استقبلت بعض المستفيدين من العفو الرئاسي الأخير مما ينبئ برمضان حام بالصراعات والعراكات الروتينية التي تطبع بعض الأحياء، بحيث يتخوف أغلب القاطنين بها من حدوث جرائم خلال الشهر الكريم خصوصا مع تضخم إحصائيات الإجرام خلاله، وانتشار حوادث القتل لأتفه الأسباب قياسا بالسنوات الماضية، ما وضحه لنا مواطنون في نواحي متفرقة من العاصمة إذ أبانوا رعبهم من الحوادث المعهودة في رمضان على غرار حوادث السطو والسرقات التي تطال المواطنين والعراكات الدامية التي تصل إلى تخليف ضحايا بعد أن تستعمل فيها الوسائل الحادة من سيوف وخناجر وقارورات المولوتوف. السهر إلى ساعات متأخرة يجسد التحدي يعرف المواطن الجزائري بطول سهره خلال ليالي رمضان، ويمتد السهر إلى الساعات الأولى من الصباح الباكر وفي بعض الأحيان إلى حد بزوغ الفجر، وتعرف تلك الأجواء معظم النواحي على غرار باب الوادي كمنطقة تعرف بحيويتها خلال الشهر الكريم. وتظهر العائلات وهي تتنقل بين الأزقة والشوارع، من دون أن ننسى مركب الكيتاني الذي يستقطب هو الآخر مئات العائلات خلال السهرات الرمضانية التي بدأت بوادرها منذ الأيام الأولى و التي نعيش أجواءها الزاهية، وطبعا ستشتد وتيرتها مع توالي الأيام. فتوفر الأمن يعدّ مبعث أمان للمواطنين خصوصا وأن دوريات الشرطة لا تغيب عن أي بقعة من العاصمة لاسيما المناطق الشعبية التي تشهد توافدا من طرف العائلات على غرار البريد المركزي، ساحة أول ماي، شارع بلوزداد، رويسو، وغيرها من النواحي الأخرى من دون أن ننسى الشواطىء التي تشهد توافدا من طرف العائلات في الفترات الليلية بما تحكم به طبيعة الفصل الذي اقترن بالشهر الفضيل. ويعيش الكل الأجواء نفسها في هذا الشهر وككل سنة مادام أن الأمن متوفرا ويكون الأمن بمثابة العيون الساهرة على ضمان أمن وسلامة المواطنين خلال الشهر الكريم، ما وضحه السيد (علي) الذي قال إن عادات وأعراف الجزائريين معروفة في رمضان إذ تشهد العاصمة أجواء مميزة وليال حية تحل محل السكون والجمود اللذان يطغيان عليها في كافة أشهر السنة، مما يبرز التحدي الذي أبانه الكل، ورأوا أن تلك الجرائم الروتينية التي تحدث هنا وهناك لا ترقى إلى مصاف إلغاء بعض العادات الحميدة التي ألفها الجزائريون خلال الشهر الكريم ضف إلى ذلك انتشار أعوان الأمن كمبعث أمان للمتنقلين.