تغير (الزمان) غير بني البشر الكثير من مبادئهم التي ظلت عبر العصور محكومة بواقع (العادات والتقاليد)، الأمر الذي دفع بالكثير إلى البحث عن سبل جديدة لتحقق ما يريدون في ظل الظروف الراهنة التي يعاني منها العالم خصوصا العربي. إن الأحوال والإختلافات العقائدية والإجتماعية التي ظهرت تدفع بالناس إلى التغيير ولو قليلا من أفكارهم القديمة المهترئة.. خصوصا تلك التي تتعلق برداء الخجل غير المبرر. كل هذا كان وسيكون سببا في التغيير الذي نلحظه على عالمنا، وبالتأكيد سيكون سببا أيضا في التغيير الذي سيحصل في المستقبل. إن الضرورات تبيح المحظورات، و الظروف الإستثنائية تتطلب إجراءات إستثانية، والمواقف اللاطبيعية تتطلب أيضا بدورها قرارات لا طبيعية.. هذا يدفعنا للتفكير في مليا في الأفكار التي كونتها الديانات و غيرتها التركيبة الحضارية للمجتمعات، أفكار كالسرقة! السرقة التي تعتبر سجلا محظورا على أي شخص لنقاشه والحديث عنه، فهي محرمة بالكتاب والسنة كما يقول ( الدراويش)، وهي محرمة بالعادات و التقاليد كما يقول أجدادنا الذين و بالمناسبة سرقوا هم بدورهم، سرقوا حريتنا! إن الأوضاع التي يعاني منها المجتمع اليوم كارثية لأبعد الحدود، والبحث عن سبل الإصلاح بعصا الدين والأخلاق لن يفيد طالما أن هناك إبليسا لعينا يدور في الأجواء. الفقر زاد عن حده و تقريبا كل البلدان الإسلامية تعاني من الظلم والتهميش لدرجة أن البحث عن العمل كالبحث عن الجحيم وإيجاد العمل كإيجاد الشيطان، مع إختلافات طفيفة! بين هذا وذاك يبرز باب الرزق، والفكرة القائلة (الرزق بيد الله)، والأشخاص الذين يحرمون ما أحل الله لأنهم أكثر فقها وعلما بغيرهم.. على كل حال، ليس هدفنا هنا هو إيجاد العيوب في أصحاب اللحى و لا في الليبيراليين، الهدف هو نقاش القضية بدون أي حساسيات. هناك مقولة مشهورة في ظل الأوضاع الإجتماعية المتكئبة وهي (لن تستطيع الإبتعاد عن الأمور السيئة إذا أردت أن تعيش اليوم).. المجتمع يشجع على السرقة وبل أن العام والخاص يشجع عليها.. دينيا وأخلاقيا هي فكرة سيئة، إجتماعيا هي فكرة ممتازة، نفسيا أنت وضميرك! لا يمكن لأي شخص أن يحمي أخلاق شخص آخر، ولا يمكن لأحد أن يعطيك جوابا صريحا عما تريد فعله لأنه في الحقيقة كل شخص ينفي فكرة كهذه، إلا أنه كثيرا ما يفكر فيها بدوره.. السرقة سيئة لكن الظروف التي نحن فيها وكما يرى الجميع تحلل القتل من أجل النقود فهل حقا تحرم السرقة من أجل العيش و البقاء؟