أصدرت لجنة عينتها حكومة ميانمار توجيهات لمنع تشكيل منظمات مرتبطة بحركة بوذية متطرفة تستهدف الأقلية المسلمة التي تعرضت هذا العام والذي قبله لهجمات أوقعت في صفوفها مئات القتلى وشردت عشرات الآلاف. وتوصي التوجيهات الصادرة عن اللجنة في الثاني من هذا الشهر، السلطات بعدم السماح بتشكل منظمات ترتبط ب (حركة 969) التي يقودها رهبان بوذيون. وتدعو هذه الحركة إلى التضييق على الأقلية المسلمة التي تقول تقديرات إنها تشكل 5 % من عدد سكان ميانمار البالغ نحو ستين مليونا، عبر وسائل مختلفة من بينها مقاطعة المسلمين تجاريا، فضلا عن عدم تزويج رجالهم بوذيات. وتروِّج الحركة لمثل هذه الدعوات بواسطة أقراص مدمجة، كما أن شعارها يوضع على كل منتج في البلاد ليعرف الزبائن أنها تجارة مملوكة لبوذيين. وقال نائب رئيس اللجنة المشكلة من الحكومة إن اللجنة لم تعترض على نشاط الرهبان (الدعوي)، لكنها أشارت إلى التجاوزات التي تقوم بها حركة 969. وصعدت هذه الحركة بقوة مع تفاقم أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغا الذين لا تعترف السلطات بمواطنتهم، وتقول إنهم مهاجرون من بنغلاديش المجاورة. واندلعت في صيف العام الماضي أعمال عنف بين بوذيين ومسلمين في مقاطعة أراكان (راخين بالبورمية) غربي البلاد، مما أدى إلى مقتل وجرح مئات الأشخاص أغلبيتهم الساحقة من أقلية الروهينغا. وتعرضت الأقلية المسلمة في مارس الماضي لأعمال عنف من بوذيين متطرفين في مدينة ميختيلا في وسط البلاد مما أدى إلى مقتل عشرات السكان المسلمين، فضلا عن حرق مساجد ومدارس وممتلكات خاصة. ومنذ جوان من العام الماضي أوقعت أعمال العنف العرقية في ميانمار ما لا يقل عن 237 قتيل، وشرَّدت أكثر من 150 ألف شخص، وكان غالبية الضحايا والمشردين مسلمين. وقضت الأسبوع الماضي محكمة في ميانمار بسجن شاب مسلم في الثامنة عشرة، سبع سنوات بتهمة محاولة اغتصاب امرأة بوذية نهاية الشهر الماضي. وأثار الاتهام أعمل عنف ضد المسلمين في منطقة ساغينغ شمال غربي البلاد. وفي موضوع ذي صلة صرح مسؤولون إندونيسيون أن صيادين إندونيسيين أنقذوا قبل يومين أكثر من 100 مسلم من طالبي اللجوء من عرقية الروهنغا، قادمين من (ميانمار) على متن قارب خشبي قبالة غرب (إندونيسيا). وقد تم العثور على 121 روهنغيّ، بينهم 6 نساء وطفلان في وقت متأخر من المساء على بعد حوالي 15 ميلاً من قرية (كوت تروينج) على الطرف الشمالي من جزيرة (سومطرة) في إقليم (آتشيه). وقال رئيس القرية (مختار سامسيه) لوكالة (فرانس برس): وجدنا قاربًا يحمل أشخاصاً كانوا يحاولون الإبحار من (ميانمار) إلى (تايلاند)، مضيفًا: إنهم فروا من (ميانمار) هربًا من الصراع الطائفي. وذكر أن حالة الروهنغيين ضعيفة، إلا أنهم استعادوا عافيتهم بعد تناول الغذاء والماء، وأخذوا قسطًا من الراحة، بعدها تم إرسالهم إلى مركز احتجاز المهاجرين في مدينة (كسيوماوي).