يعتنق الإسلامَ الكثيرُ من سكَّان (بيتسبيرغ) المنتمين لمختلف الخلفيات الدينية والثقافية؛ حيث يؤكِّدون أن الإسلام يوافقُهم بشكل عميق وفطري. تقول (شيري سنو) - التي اعتنقت الإسلام عام 1999، واتَّخذت اسم (صافي) - في تصريحاتها لبيتسبيرغ بوست جازيت (لم أستغرق وقتًا لإدراك أن الإسلام أكثر مما كنتُ أعتقد أنه عليه، ومع بَدْء تعلم المزيد أدركتُ أن الإسلام يتوافق بكثرة مع ما أعتقده تجاه الله). وقالت (نتيجة أن تربَّيتُ على الكاثوليكية، فقد نشأتُ على التثليث ولم يُحدِث التثليث قناعةً لديَّ، فلم يكن مقبولاً عقلاً قط، وعندما وجدتُ أن المسلمين يؤمنون بأن الله واحد، كان ذلك معقولاً أكثر لدي). لقد تعرَّفتْ (صافي) على الإسلام للمرة الأولى عن طريق (فيليب سنو)، الذي أصبح زوجَها وتسمَّى (إبراهيم) عام 1996، والمرة الأولى التي تعرَّف خلالها على المعتقد الإسلامي كانت عن طريق صديق ليبِي؛ حيث اقتنع على الفور بالمعتقد الإسلامي، ومِثل زوجتِه فقد وجد في الإسلام إجاباتٍ لم تستطع النصرانية تقديمَها له. يقول في هذا الصدد (كنَّا نقود سيارتنا عبر (أوتا) خلال الواحدة صباحًا، وعندما سألته عن المعتقد السائد في ليبيا قال: إنه الإسلام، وبدأ يتحدث عن الإسلام، وكانت تلك الليلة التي اعتنق فيها قلبي الإسلام، لقد كنتُ في شوق بالغ نتيجة لما يخبرني به؛ مما دفعني للضحك فرحًا بالخلاص، ضحكت فرحًا بالارتياح والسعادة مما وصفه لي). وقال (كلما كنت أسأل حول النصرانية، كنت ألاحظ أن هناك نوعًا من التوتر والإحباط، وغالبًا ما كانوا يغضبون لطرحي الأسئلة، ولكن المسلمين لم يكونوا يضجرون بالأسئلة). وبالرغم من عدم وجود أرقام رسمية، إلا أنه يُعتقد أن الولاياتالمتحدة تعتبر وطنًا لما بين 6 إلى 8 ملايين مسلم، وبالرغم من صعوبة تتبع معدَّلات اعتناق الإسلام الحقيقية إلا أن 20 % من مسلمي أمريكا ممن اعتنقوا الإسلام تحولاً عن معتقدات أخرى، وقد أتى المعتنِقون من مجموعةٍ متنوعة من المعتقدات المختلفة والثقافات، وغالبيتُهم تؤكِّد على أن الإسلام ينسجم معهم داخليًّا وفطريًّا. ونتيجة اعتناق العديد من المسلمين الجدد للإسلام ببيتسبيرغ؛ لم يعد المعتقد المتصاعد غريبًا بالولاياتالمتحدة. يقول (باتريك بوين) - المتخصص في شؤون الإسلام بالولاياتالمتحدة بجامعة دنفر - (تتمتَّع بيتسبيرغ بتاريخ عظيم لاعتناق الإسلام). وقال (لقد انتشرتْ بكثرةٍ مساجد الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية من السُّنَّة خلال منتصف القرن العشرين؛ حيث كانت بيتسبيرغ المركز الرئيسي)، ويوجد التركيز الأكبر للمسلمين الجدد في غرب بنسلفانيا وأوهابو الشرقية. أسَّس المسلمون الجدد في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين أوَّلَ مسجد في بيتسبيرغ، وهو أحد المساجد الأولى التي أسسها المسلمون الجدد بالولاياتالمتحدة، ونتيجة أن أغلبية المسلمين الجدد الأمريكيين من المسلمين ذوي الأصول الإفريقية؛ فإن أول مسجد ببيتسبيرغ كان غالبية روَّاده من المسلمين ذوي الأصول الإفريقية. يقول (صلاح بروكس) إمام المسجد منذ عام 1999 (لا يعتبر الإسلام دينًا غريبًا في المجتمع الأمريكي من الأصول الإفريقية، فالشخص الذي يعتنق الإسلام غالبًا ما يكون له عمٌّ أو ابنُ عمٍّ أو أحد الأقارب بالعائلة سبق له اعتناق الإسلام، إن الإسلام يحمل رسالة عدالة اجتماعية شديدة القوة، والتي جذبت العديدَ من الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية). لقد اختار مسلمون جدد آخرون التردُّدَ على المساجد التي ترعى المهاجرين ومجموعات غير المعتنقين للإسلام بما يتضمن (مركز بيتسبيرغ الإسلامي) أكبر مساجد المنطقة. تقول (جولي ويب) - منسقة التواصل بمركز بيتسبيرغ الإسلامي - (التركيب الدولي للمسلمين ببيتسبيرغ لا مثيل له). فنتيجة وجود العديد من الثقافات المنتمية للإسلام، يوجد العديد من الممارسات التي يقوم بها المسلمون، والذين ينبغي أن يكون لديهم الثقة الكافية لسؤال الإمام حول القيام بها؛ مما يساهم في انتقال المسلم بين هذه الممارسات المتنوعة التي تعكس مختلف الثقافات، فالمسلمون الجدد يحتاجون لفهم ماذا يعني الانضمام لمجتمع من المسلمين المنتمين لمختلف الثقافات العالمية، وتقول (ينبغي أن يكون لدينا قلب إنساني).