سُحبت قرعة الدور الحاسم للتصفيات الإفريقية المؤهّلة إلى نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم أمس الاثنين بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث أسفرت عن وقوع المنتخبات العربية في مواجهات صعبة. كريم مادي وقعت الجزائر مع بوركينا فاسو ومصر، بطلة القارّة الإفريقية سبع مرّات، في مواجهة غانا، فيما ستلعب تونس ضد الكاميرون. ويمكن اعتبار منافس المنتخب الجزائري أسهل من منافسي تونس ومصر، خالصة إذا علمنا بأن المنتخب الجزائري سيستضيف منافسه في لقاء العودة في الجزائر، وهو عامل إضافي يصبّ في مصلحة (الخضر) على المنتخب التونسي الذي سيخوض مواجهة العودة أمام الكاميرون فوق أرض هذا الأخير، الأمر الذي يستوجب على (نسور قرطاج) تحقيق نتيجة إيجابية في مواجهة الذهاب لتأمين مواجهة العودة، خاصّة إذا علمنا بأن المنتخب الكاميروني وحتى إن فقد الكثير من هيبته إلاّ أن تقاليده في نهائيات كأس العالم تضعه في رواق جيّد لبلوغ مونديال البرازيل بالرغم من إعلان اعتزال نجمه الأسطوري صامويل إيتو. لكن على العكس من ذلك، سيخوض المنتخب المصري لقاء العودة فوق أرضه أمام المنتخب الغاني، وعليه فزملاء أبو تركية يستوجب عليهم تحقيق نتيجة إيجابية في العاصمة الغانية أكرا إن أرادوا العودة إلى العرس العالمي بعد غياب دام 24 سنة، فآخر مشاركة لمنتخب المصري في نهائيات كأس العالم تعود إلى مونديال إيطاليا سنة 1990. بقّية المباراتين سيلتقي المنتخب الإيفواري نظيره السنغالي، وتبدو حظوظ زملاء ديديي دروغبا كبيرة جدّا لبلوغ العرس البرازيلي، خاصّة إذا علمنا يأن مواجهة العودة بين المنتخبين تلعب في ملعب محايد بمدينة مراكش المغربية لوجود المنتخب السنغالي تحت طائلة العقوبة، الأمر الذي قد يؤهّل المنتخب الإيفواري إلى النّهائيات شأنه شأن المنتخب النيجيري الذي أوقعته القرعة أمام المنتخب الإثيوبي مفاجأة التصفيات، خاصّة وأن مواجهة العودة ستلعب في نيجيريا. ونشير إلى أن مباريات الذهاب تلعب في الفترة ما بين 11 و15 أكتوبر المقبل، على أن تلعب مواجهات العودة في الفترة ما بين 15 و19 نوفمبر المقبل، وينال بطاقة التأهّل إلى نهائيات المونديال الفائزون في مجموع المباراتين. جدول المباريات: كوت ديفوار السنغال إثيوبيا نيجيريا تونس الكاميرون غانا مصر بوركينا فاسو الجزائر يُذكر أن مباراة الذهاب تُقام على ملعب المنتخب المذكور أوّلا، فيما تُقام مباراة الإيّاب على أرض الثاني. مقتطفات من حفل القرعة تعزيزات أمنية مشدّدة حول مقرّ "الكاف" فرضت أجهزة الأمن المصرية تعزيزات مشدّدة حول مقرّ الاتحاد الإفريقي الذي شهد مراسيم القرعة التي انطلقت على الساعة ال 11 صباحا، حيث حاول الأمن المصري توفير الأمن من أجل سير هذا الحفل مثلما هو منتظر دون أيّ مشاكل أو تجاوزات، خاصّة وأن الوضع الأمني في مصر أقلق الكثيرين في وقت سابق. عدّة اجتماعات سبقت عملية القرعة جرت عدّة اجتماعات بين أطراف فاعلة داخل بيت (الكاف) خلال هذه الصبيحة، حيث كان من بينهم محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وسهر الجميع في الاتحاد الإفريقي على ضمان السيرورة النّاجحة لهذه القرعة التي حدّدت 5 مباريات فاصلة لبلوغ مونديال البرازيل. حضور السفير الإيفواري والأنغولي حضر مراسيم حفل القرعة كلّ من سفيري دولتي كوت ديفوار وأنغولا، في الوقت الذي لم يصل فيه سفير الجزائر في مصر لحد الآن ولو أنه أكّد الحضور. برادلي حظي باهتمام كبير من الصحافة المصرية وصل بوب برادلي مدرّب المنتخب المصري قبل نصف ساعة إلى مقرّ الاتحاد الإفريقي بمدينة 6 أكتوبر من أجل حضور مراسيم القرعة، حيث حظي التقني الأمريكي باهتمام بالغ من طرف وسائل الإعلام المصرية التي تهافتت على التقاط الصور لمدرّب منتخبها وحاولت أخذ رأيه قبل إجراء القرعة. مدرّب المنتخب الإثيوبي آخر القادمين بعد برادلي حلّ سيونيت بيشاو مدرّب المنتخب الإثيوبي بمقرّ الاتحاد الإفريقي، إذ فضّل مدرّب المنتخب المفاجأة في هذا الدور حضور القرعة عكس الكثير من مدرّبي المنتخبات المتأهّلة، على غرار وحيد حليلوزيتش مدرّب (الخضر) الذي رفض التنقّل إلى القاهرة. الجزائر كانت ممثّلة ب "محمد روراوة" مثّل الجزائر في مراسيم حفل إجراء عملية القرعة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) الحاج محمد روراوة، علما بأن هذا الأخير يعدّ من بين أحد الأعضاء البارزين في الاتحاد الإفريقي وكذلك عضو في الاتحاد الدولي (الفيفا). غياب ممثّلي نيجيريا والسنغال غاب عن حفل القرعة ممثّلا المنتخبين النيجري والسنغالي، فيما حضر بقّية ممثّلي المنتخبات المتأهّلة إلى الدور الفاصل، ولم يقدّم منشّط حفل القرعة سبب هذا الغياب. مصر في التصنيف الثاني وقصّة المفاجأة "مجرّد مسرحية" وزّعت اللّجنة المنظّمة لوسائل الإعلام الحاضرة أوراقا توضّح كلّ المعلومات حول القرعة، حيث أكّدت التصنيف الذي ظهر قبل أيّام وذلك بوجود منتخبات الجزائر، تونس، كوت ديفوار، غانا ونيجيريا في التصنيف الأوّل، بينما يوجد المنتخب المصري في التصنيف الثاني مثلما كان منتظرا وعكس ما تداولته الصحافة هناك خلال الأيّام الفارطة، حيث يضمّ التصنيف الثاني كلاّ من مصر، السنغال، الكاميرون، إثيوبيا وبوركينا فاسو. وسائل الإعلام الإفريقية غير حاضرة بقوة لم يشهد الحفل المخصّص لإجراء قرعة الدور التصفوي الأخير حضورا مكثّفا من طرف وسائل الإعلام الإفريقية، إذ لم نر الكثير من الصحفيين حتى إن كان يتعلّق الأمر بالبلدان المعنية بهذا الدور مثل الكاميرون والسنغال، في الوقت الذي سجّلنا فيه حضور بعض الصحفيين من أوروبا خصّيصا لتغطية الحدث الإفريقي. المنتخبات المستضيفة مجبرة على تحديد المكان قبل 20 سبتمبر حسب مصادر داخل بيت (الكاف) فإن المنتخبات التي تستضيف لقاء الذهاب على ملاعبها ستكون مجبرة على إعلام الاتحاد الإفريقي بمكان إجراء المواجهة قبل تاريخ 20 سبتمبر الجاري من أجل توضيح كافّة الأمور، في وقت لا يبدو فيه أن الجزائر ستجد إشكالا من هذه النّاحية، حيث بات من شبه الأكيد استضافة ملعب (مصطفى تشاكر) بالبليدة للمواجهة الفاصلة. المنتخب الإيفواري أوّل من تمّ سحبه أوّل منتخب تمّ سحبه في عملية القرعة كان منتخب (الفيلة) كوت ديفوار وثاني منتخب كان السنغال، تلاهما منتخب إثيوبيا ثمّ نيجيريا فتونس ثمّ الكاميرون فغانا ثمّ مصر ثمّ بوركينا فاسو وأخيرا منتخبنا الوطني، علما بأن هذا الأخير لم يتمّ سحبه كونه كان الأخير، حيث تمّ التعرّف عليه آليا. "سوسبانس" في المباراتين الأخيرتين قبل سحب المنتخبات الأربعة ساد (سوسبانس) كبير بعد سحب المنتخبات الستّة، وتوقّع الكثيرون أن توقع القرعة المنتخبين الجزائري والمصري وجها لوجه، لكن ذلك لم يحدث بعد أن تمّ سحب المنتخب المصري في العلية الثامنة، حيث أوقعته القرعة منافسا للمنتخب الغاني، فيما أوقعت القرعة منتخبنا الوطني منافسا للمنتخب البوركينابي. أبدى ارتياحه لتجنّب المنتخبات العربية روراوة: "المهمّة لن تكون سهلة" اعتبر رئيس (الفاف) محمد روراوة مواجهة منتخب بوركينا فاسو بمثابة فرصة لا تعوّض لبلوغ مونديال البرازيل وتأكيد الاستفاقة المسجّلة دون التقليل من قوة المنافس الذي حسبه يعتبر من خيرة المنتخبات الإفريقية التي أبانت عن مؤهّلات عالية طيلة الأدوار التصفوية، وبالتالي من الواجب أخذ بعين الاعتبار كافّة الاحتياطات الضرورية لتفادي تضييع فرصة المشاركة للمرّة الثانية على التوالي والرّابعة في تاريخ الكرة الجزائرية. وأضاف الرئيس روراوة قائلا: (المنتخبات المتأهّلة إلى الدور الفاصل كلّها قوية وتمتلك نفس الحظوظ، لكن الأهمّ بالنّسبة لنا هو أننا تفادينا مواجهة المنتخبات العربية، وهو ما يعزّز أكثر من حظوظ الكرة العربية لتمثيل القارّة السمراء في الموعد العالمي)، مؤكّدا أن بلوغ هدف التأهّل يمرّ بحتمية الاستثمار في عامل خوض مباراة العودة بملعب (مصطفى تشاكر) بالبليدة والتحضير بأكثر جدّية لأن منتخب بوركينا فاسو سيعمل كلّ ما في وسعه لافتاك الفوز بأكبر فارق من الأهداف في المواجهة الأولى، وبالتالي فنحن مطالبون بأخذ كلّ المعطيات في الحسبان. وجدّد محمد روراوة تأكيده على حنكة التقني البوسني وحيد حليلوزيتش الذي حسبه ساهم بشكل كبير في إعادة هيبة (الخضر) بطريقة احترافية باعتماده على لاعبين أثبتوا ميدانيا أنهم مؤهّلون للدفاع عن الرّاية الوطنية في أكبر المواعيد الدولية، موضّحا أن هيئته تسعى جاهدة لإقناع حليلوزيتش بتمديد عقده بغرض مواصلة العمل الكبير الذي يقوم به، والذي سيساهم لا محالة في بلوغ هدف التأهّل إلى مونديال البرازيل، مختتما تصريحه عقب عملية القرعة بقوله: (منذ 2010 دخلنا في تجديد التشكيلة الوطنية ووظّفنا شبّانا جددا ينشطون في أكبر الأندية في أوروبا وحتى محلّيين، عمل حليلوزيتش كبير والفاف لديها إمكانيات وظّفتها في هذه العملية ونتمنّى أن يتوّج عملنا بالتأهّل للمرّة الثانية على التوالي إلى المونديال).