ستنتظر مصر - التي لم تتأهل لكأس العالم لكرة القدم منذ عام 1990 - بقلق معرفة منافسها في الدور الأخير للتصفيات قبل سحب القرعة غدا الإثنين في القاهرة مع احتمال تكرار مواجهة ستعيد ذكريات مريرة للمصريين. وستكون مصر والجزائروتونس ضمن عشرة فرق تأهلت للدور الأخير في التصفيات الإفريقية، حيث ستخوض خمس مواجهات من مباراتي ذهاب وعودة في أكتوبر ونوفمبر من أجل حجز مكان في نهائيات البرازيل العام القادم. وفشلت مصر في بلوغ النهائيات منذ عام 1990 وتبدو الآن أقرب من أي وقت مضى من التأهل تحت قيادة مدربها الأمريكي بوب برادلي، لكن في ظل وجودها في التصنيف الثاني في القرعة فإنها ستواجه الجزائر أو تونس أو غانا أو نيجيريا أو ساحل العاج. ولا تبدو أي هذه الخيارات جيدة بالنسبة لمصر التي لا تزال لا تعرف حتى ما إذا كانت ستلعب على أرضها في المواجهة الحاسمة في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة في البلاد. واتفق محمد أبو تريكة صانع لعب مصر - الذي ساهمت أهدافه وتمريراته الحاسمة في الصعود للدور الأخير - مع أحمد حسام (ميدو) المهاجم الدولي السابق في أن مجرد تجنب الفريق لمنافسيه في شمال إفريقيا الجزائروتونس في القرعة سيكون شيئا جيدا. وقال ميدو مهاجم توتنهام هوتسبير السابق لموقع سوبر سبورت على الأنترنت: "لا أريد مواجهة غانا أو ساحل العاج، إنهم ليسوا مناسبين لنا في هذا الوقت ولا الجزائر بسبب كل التوتر بين البلدين في كرة القدم". وكان أبو تريكة أكثر تحفظا، وقال صانع لعب الأهلي الذي خاض مباراته الدولية المئة فعليا مع مصر أمام غينيا الاسبوع الماضي لكنها المباراة رقم 96 رسميا وفقا لإحصائيات الاتحاد الدولي (الفيفا): "أتمنى تأهل مصر والجزائروتونس الى كأس العالم.. وألا نواجه أيا منهما حتى لا يخرج أحدنا على حساب الآخر". ولا يوجد مودة كبيرة بين البلدين في كرة القدم. ففي تصفيات كأس العالم الماضية كان الفريقان في مجموعة واحدة وفازت الجزائر 3-1 على أرضها وانتصرت مصر 2-صفر في القاهرة. وأدت الحسابات المعقدة في المجموعة الى اقامة مباراة فاصلة بينهما في السودان على بطاقة التأهل للنهائيات وفازت الجزائر 1-صفر في نوفمبر تشرين الثاني 2009. وتسببت مزاعم مصرية بحدوث اعتداءات من مشجعي الجزائر على جماهيرها في الخرطوم الى أزمة دبلوماسية بين البلدين. وبسبب الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة خلال المباراة الختامية في دور المجموعات قبل المواجهة الفاصلة خاضت مصر أول مباراتين على أرضها في التصفيات الحالية أمام موزامبيق ثم زيمبابوي بعيدا عن القاهرة بعد عقوبة من الفيفا. وجاء آخر ظهور لمصر في كأس العالم منذ 24 عاما على حساب الجزائر نفسها بعد مواجهة متوترة من مباراتي ذهاب وعودة. ولا ترغب الجزائر في مواجهة مصر بالقدر نفسه. وقال محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم في مقابلة اذاعية الاسبوع الماضي "اذا اردنا التأهل لكأس العالم يجب أن نكون جاهزين لأي فريق. من جهتي لا أفضل فريقا على آخر ومواجهة مصر ستكون عادية ولا تزعجني.. لكني اتمنى عدم مواجهتها حتى لا تخرج المباراة عن نطاقها الرياضي." وأضاف "لا اريد أن تتكرر أحداث 2009 مجددا." وفي الملعب ربما لن يتمنى برادلي مدرب مصر مواجهة الجزائر المتألقة مع المدرب البوسني وحيد خليلوجيتش الذي صنع تشكيلة قوية عقب توليه المسؤولية بعد الخروج المخيب من الدور الأول في كأس العالم 2010. وتصدرت الجزائر المجموعة الثامنة بخمسة انتصارات وهزيمة واحدة وكانت أول من تأهل للدور الأخير بجانب مصر وساحل العاج. ويعتقد ميدو أن مواجهة نيجيريا هي الأفضل لمصر. وقال المهاجم الذي اعتزل كرة القدم وعمره 30 عاما شارك خلالها في 51 مباراة دولية وسجل 19 هدفا مع مصر بين 2001 و2009: "أتمنى أن توقعنا القرعة مع نيجيريا. سيكون ذلك شيئا جيدا للغاية لنا لأن نيجيريا تمتلك فريقا جيدا ويمتلك لاعبوها مهارات كبيرة". وأضاف: "يلعبون كرة سريعة وسلسة... وهذا سيجعل مصر أفضل وسيجعل مهمتنا في النهاية أسهل". وكان منتخب مصر الوحيد الذي حقق علامة النجاح الكاملة في دور المجموعات حين انتصر في مبارياته الست بالمجموعة السابعة ليتأهل الى المرحلة الأخيرة منذ جوان. لكن هذه المسيرة الرائعة لن تساوي شيئا إذا فشلت مصر في تحقيق الحلم الذي انتظرته طويلا. وقال برادلي في مقابلة مع شبكة "إي.اس.بي.ان" في جويلية الماضي: "عندما حضرت إلى مصر كان الجميع يتحدث عن كأس العالم لأنهم فشلوا في التأهل طويلا... لا أعرف اللغة العربية لكني تعلمت سريعا كلمة كأس العالم". ووقف الحظ بجانب تونس لتتأهل إلى الدور الأخير في التصفيات رغم خروجها فعليا عقب هزيمة مخجلة على أرضها أمام منتخب الرأس الأخضر المغمور في ختام دور المجموعات، واعتبرت تونس فائزة 3-صفر لمشاركة لاعب بشكل غير قانوني مع الرأس الأخضر. وقبل قرار إعادتها للتصفيات استقال المدرب نبيل معلول وهو ما يعني أنه عندما تسحب القرعة في القاهرة يوم الإثنين سيكون المنتخب التونسي دون مدرب. وقال وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم: "كل الأطراف مطالبة بوضع اليد في اليد من أجل نجاح هذه المرحلة". وأبلغ الجريء وسائل إعلام محلية الأسبوع الماضي أن الهولندي رود كرول مدرب الصفاقسي بطل تونس ضمن قائمة من أربعة مرشحين لتدريب تونس في المواجهة الحاسمة، وتضم هذه القائمة أيضا ماهر الكنزاري مدرب الترجي ومنذر الكبير مدرب البنزرتي. وبجانب مصر سيتضمن التصنيف الثاني في القرعة الكاميرون والسنغال وإثيوبيا وبوركينا فاسو.