يخيّم شبح (السنوات العجاف) ماليا على مستقبل الجزائر بالنّظر إلى المعطيات المحيطة بأسواق النفط، والتي تجعل الطلب على البترول في تراجع، وهي الوضعية غير المرشّحة للتحسّن في القريب العاجل، ما ينذر بنهاية وشيكة للبحبوحة المالية الجزائرية على اعتبار أن النفط يعد المصدر الأول ويكاد يكون الوحيد لمداخيل الجزائر المطالب بتنويع وتكثيف صادراتها خارج المحروقات. توقّع تقرير اقتصادي تراجع الطلب على نفط منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) بحوالي 670 ألف برميل إلى 15ر1 مليون برميل في اليوم خلال العام المقبل، وهو خبر سيّئ جدّا للجزائر التي تبني اقتصادها على تصدير الثروة النفطية. وقال التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية في الكويت -عضو في منظمة (أوبك)- إنه وباستثناء أيّ تغييرات في المخزون النفطي من المتوقّع أن يكون الطلب على نفط منظمة (أوبك) أقلّ خلال العام المقبل، وأضاف أن بيانات منظمة (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تشير إلى انخفاض الطلب على نفط المنظمة في 2014 ما بين 670 ألف برميل و15ر1 مليون برميل في اليوم. وحسب التقرير ما تزال منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على مركز الصدارة من حيث الاحتياطات المؤكّدة وغير المؤكّدة من النفط والغاز، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الكثير من دول العالم أصبحت منتجة للنفط أو الغاز أو الاثنين معا، ما يجعلها تستهدف الاستحواذ على حصص سوقية للحصول على عوائد سريعة لتغطية مشاريعها التنموية وتغطية ديونها المتراكمة. كما توقّع التقرير أن تشهد السنوات القليلة المقبلة دخول منتجين جدد إلى أسواق الطاقة وباحتياطات كبيرة أو استحداث استكشافات جديدة لدى الدول المصنّفة كدول منتجة بالفعل. من جهة أخرى، ذكر التقرير أن السوق النفطية العالمية شهدت على مدى السبعة أشهر الأولى من 2013 زيادة حقيقية في الإمدادات النفطية ما يضاعف التوقّعات بأن تعرف السوق العالمية فائضا أيضا خلال العام المقبل. وعلى الرغم من أن نمو الطلب على النفط من المرجّح أن يكون أكثر قوة خلال عام 2014 -يضيف التقرير- بفضل التوقّعات بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي في العديد من دول العالم فإن النمو في الإمدادات النفطية من الدول المنتجة من خارج منظمة (أوبك) من المتوقّع أن يتجاوز تلك الزّيادات. وتضمّ منظمة (أوبك) التي تنتج أكثر من 30 مليون برميل يوميا اثني عشر دولة وهي: الجزائر والسعودية والإكوادور وإيران والعراق والكويت وليبيا ونيجيريا وقطر وأنغولا والإمارات وفنزويلا.