أكّد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس أوّل أمس في كلامه عن أرشيف الجزائر المتواجد خارج البلاد أن (عدم استرجاع الجزائر لأرشيفها الوطني المتواجد في الخارج كاملا يعود إلى خوفها من محتواه لا أساس له من الصحّة، وهو مجرّد تكهّنات من البعض). وأشار محمد الشريف عباس في تصريح للصحافة بمجلس الأمّة على هامش جلسة علنية مخصّصة للأسئلة الشفوية إلى وجود قانون (سنّته الدول القوية عندما كانت الشعوب مستضعفة) ينصّ على (أن الأرشيف الذي يتمّ الاستحواذ عليه خلال الحروب يصبح ملكا لتلك الدولة)، لذا فإن (الشكوك حول احتواء الأرشيف الوطني بالخارج على ما يسيء هو السبب في عدم استرجاعه لا أساس له من الصحّة)، موضّحا أن مطلب الجزائر لاسترجاع أرشيف الثورة هو (مطلب لن ينتهي إلاّ بالحصول عليه كاملا) ولو أن ذلك (سيكون طويلا بسبب الخلافات في التحاليل والرؤى بين الطرفين)، كما قال قبل أن يشير إلى أن الجزء الذي تمّ استرجاعه إلى حد الآن هو (جد يسير). وفي ذات السياق، ردّ وزير المجاهدين على الجهات التي تشكّك في المعلومات التي يحوزها الأرشيف الجزائري المتواجد في فرنسا، قائلا: (إن عدم استرجاع الجزائر لأرشيفها الوطني الموجود في الخارج ليس راجع إلى كونه يحتوي على ما يسيء إلى الجزائر)، مبيّنا أن التخوّف من محتواه هو (مجرّد تكهّنات واعتقادات من البعض)، مع العلم أن هذا التصريح جاء عقب الرّفض الذي واجهته مجموعة ال 14 في فندق (السفير) الأسبوع الماضي خلال رفض السلطات تنظيمهم ندوة صحفية. من أهمّ ما تصبو إليه هذه المجموعة هو الدفاع عن السيادة والذاكرة الوطنية التي طالبت في عدّة مناسبات باسترجاع الأرشيف الجزائري من فرنسا وبتجريم الاستعمار ودعت السلطات الفرنسية إلى إرجاع الأرشيف الجزائري إلى الدولة الجزائرية وتسليم خرائط الألغام وإعادة خزائن الممتلكات الجزائرية المنهوبة والآثار المسروقة من طرف فرنسا الاستعمارية، وطالبت السلطات الجزائرية بتحمّل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية والسياسية في الدفاع عن مطالب الشعب الجزائري وعلى رأسها موضوع الاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائم فرنسا في الجزائر وإنهاء سياسة النعامة في التعاطي مع هذا الملف، كما حذّرتها من التجاوب مع المطلب الفرنسي في قضية تعويض الأقدام السوداء والمعمّرين عمّا يسمّونه ممتلكاتهم في الجزائر، معتبرة إيّاه خطّا أحمر لا يمكن تجاوزه من أيّ كان ومهما كانت الظروف.وللتذكير، كانت قد حذّرت هذه المجموعة النخبة الوطنية والشعب الجزائري من الانسياق وراء أساليب التضليل الإعلامي والسعي لمحو الذاكرة الجماعية للشعب الجزائرية ومحاولة التطبيع على حساب حقوق الجزائر وتضحيات الشهداء.