ازداد الإقبال على محلات صناعة الحلويات خلال هذه الفترة التي تتزامن مع موسم انتهاء الأفراح، حيث تتسارع العائلات التي لم يسعفها الحظ لحجز مكان بالقاعات إلى إقامة أفراحها قبل دخول فصل الشتاء وبالتالي ارتفاع الطلب على محلات صنع الحلويات التي تنتج أنواعا تقليدية وعصرية حسب احتياجات المواطن الجزائري لتكون بذلك هذه المحلات في مقدمة القائمة. فمن خلال جولتنا الاستطلاعية لمختلف المحلات المنتشرة بالجزائر العاصمة استطعنا أن نتحصل على بعض الآراء للمواطنين الذين كانوا متواجدين بالمكان وكذلك من أصحاب المحلات الذين فتحوا أبوابهم في وجه الزبون لغرض الترويج لأهم الأنواع التي يتم صنعها وبيعها منها التقليدية والعصرية التي جلبت انتباه السيدات اللواتي يحبذن فكرة اقتناء الطلبات للأعراس وأهم المناسبات بدل إعدادها بالبيت مثلما كان يحدث في الماضي، وبالرغم من ارتفاع الأسعار التي تتميز بتكلفتها الباهظة إلا أنها تحتفظ بزبائنها الأوفياء، ومنهم نجد (إلهام) التي صادفناها بإحدى المحلات ببوزريعة وهي تتناقش مع صاحب المحل في نوع وعدد الحلويات التي تحتاجها من أجل عرس أختها والتي أجابتنا بقولها: (لسنا متفرغين لصناعة الحلويات بالمنزل لأننا نعمل خارجا ووقتنا لا يسمح بتحضيرها بالبيت علاوة على ذلك فهي تأخذ جهدا كبيرا، وبدل من إضاعة الوقت في صنعها فإننا نحتاجه لترتيب أمور أخرى، كما أننا اعتدنا على اقتنائها جاهزة في أغلب المناسبات). أما السيدة (حورية) فقد كان رأيها مخالفا لرأي إلهام من خلال قولها: (تعتبر صناعة الحلوى بالمنزل والاجتماع حول المائدة والتحضير لها من بين العادات التي تجعلنا نشعر بحلاوة الفرح لذا فإننا نجتمع رفقة الأهل والجيران قبل موعد الفرح بأسبوع من أجل تحضير مختلف الأنواع التي يجب أن توزع على المدعوين، إلى جانب الأنواع الأخرى التي تقدم مع الشاي وما يلزم). اقتربنا من صاحب المحل للتعرف على الأنواع التي يتزايد الطلب عليها في الأعراس فأجاب قائلا:(إن هذه الظاهرة لا تستثني الغني من الفقير حيث نقوم بتجهيز الطلبات حسب القدرة الشرائية للمشتري ونزولا عند رغبته وحسب مقدوره لهذا فإن التفاوت في الأسعار يرجع إلى المادة الأولية التي تدخل في تحضير الحلويات ونوعية المكسرات، حيث يتراوح ثمن الحبة الواحدة من أي نوع من الموديلات بين 7 إلى 110 دج بالنسبة لحلويات اللوز وبين 40 إلى 45 دج لحلويات الفول السوداني وهو ما يكلف على الأقل 50 ألف دينار على الأقل فيما تصل كأدنى حد 70 ألف دينار في الأعراس الفخمة، وأكثر الأنواع طلبا نجد البقلاوة ومقروط اللوز، القنيدلات، الفنيد والدزيريات سواء حلويات تقليدية أصلية أو بلمسة عصرية لأن معظم السيدات يفضلن الجودة والنوعية لكن لا تزال الحلويات التقليدية في مقدمة الطلبيات). في نفس السياق أفادتنا السيدة (العلجة) أستاذة مادة الفرنسية والتي أخبرتنا أنها في صدد الاحتفال بزواج ابنها بعد 15 يوما حيث قامت هي وأخواتها بإعداد ما يسمى (بالمسمن) ووضعه في الثلاجة ليكون جاهزا يوم العرس، حيث يتم استخراجه وتقديمه مع الشاي بدل الحلوى، أما عن الحلويات التي يتم توزيعها فقد كانت متنوعة بين البقلاوة، العرايش، مقروط اللوز وغيرها من أنواع الحلويات الأصلية التي طالما زينت أعراس الجزائريين في المناسبات وكانت حاضرة في أعراسهم لأن أغلبية النساء يفضلن اقتناء الحلويات جاهزة على صناعتها بالبيت لعدم قدرتهم على التوفيق بين تحضير الحلويات ومتطلبات العرس الأخرى. وتضيف محدثتنا أن من بين الأسباب أيضا ما يتعلق بضمان السعر الأقل مقارنة بتكاليف شراء المستلزمات والأدوات اللازمة.