تنظّم جمعية الأمل لمساعدة الأشخاص المصابين بالسرطان خلال الشهر الجاري، واحدة من أوسع حملات التوعية بمرض سرطان الثدي في الجزائر، وهي خطوة درجت على تنظيمها الجمعية مع بداية هذا الشهر من كل عام وحتى نهايته بمناسبة أكتوبر الوردي، الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي. من المنتظر أن تنظم الجمعية يومي 04 و05 أكتوبر الجاري، أياما دراسية علمية بالتعاون مع الهيئة العلمية لأمراض الثدي التي يرأسها الأستاذ أحمد بن ديب، سيناقش خلالها أسباب انتشار السرطان بين النساء الشابات. وستنظم الجمعية يوم ال12، أول سباق نسوي ضد السرطان بالتنسيق مع الفيدرالية الجزائرية لألعاب القوى. وتدعو الجمعية النساء للمشاركة بقوة خلال هذه التظاهرة؛ من أجل التحسيس بأهمية الرياضة لمكافحة السرطان عموما، وسرطان الثدي خصوصا. وسيكون ال 16 من أكتوبر الجاري يوما وطنيا للتحسيس بذات المرض، حيث يُنتظر أن تتجند الإذاعات المحلية في 15 ولاية للحديث عن النشاطات المختلفة محليا، كما ستُرفع أصوات الجمعيات المحلية في كل ولاية للتوعية والتثقيف بسرطان الثدي. وفي ال27 ستكمل الجمعية نشاطاتها بحفل ختامي، يتم خلاله تكريم شخصيات قدّمت الكثير في ذات المجال على مدار السنة. وككل سنة، فإن شهر أكتوبر يُعتبر شهر التوعية بسرطان الثدي، والمنتظر أن يشهد زخما كبيرا في حملات التثقيف الصحي حول هذا النوع من السرطان، من طرف جميع جمعيات مساعدة مرضى السرطان عبر الوطن، في ظل ما يمثله هذا الشهر؛ موعدا للتوعية بضرورة الكشف المبكر عن المرض. وتستهدف حملة أكتوبر الوردي لجمعية الأمل، جميع النساء على المستوى الوطني، خاصة في المناطق النائية التي تعاني من مستويات متدنية من الوعي الصحي. ويشير بيان الجمعية الذي تلقت «المساء» نسخة منه، إلى أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي له دور حاسم في نجاح العلاج، ويجب على جميع النساء إدراك ذلك جيدا لكي يتعاملن بجدية تامة مع إجراء الفحوص الدورية والفحوص الذاتية. وتتساءل الجمعية في بيانها عن سبب القبوع والجمود أمام هذا البعبع الذي من الممكن جدا التحكم فيه والنجاة منه! وتجيب، بالمقابل، بالإشارة إلى أن سرطان الثدي يكون في بداية الأمر بسيطا، «فإذا فهمناه نجونا، فالإصابة بالسرطان لا تُعتبر حتما الطريق الأقصر للموت». ويشير ذات البيان إلى أنه وبفضل الكشف المنظم والوقاية الفعالة والعلاج الملائم، فإن البلدان المتطورة تمكنت من الحفاظ على 99% من النساء المصابات، على قيد الحياة، فلماذا لا يمكننا ذلك في بلادنا؟ هو سؤال آخر تطرحه الجمعية وتجيب عنه بأن سبب ذلك يعود، بالدرجة الأولى، إلى أن النساء في مجتمعنا لا يخضعن للعلاج إلا إذا تقدم بهن المرض، لأسباب كثيرة، ومنها انعدام الوقاية والكشف المتأخر، ما يجعل الأرقام مرعبة في هذا الصدد. «ويأتي شهر أكتوبر مجددا ليذكّرنا بأن نصف النساء المصابات بسرطان الثدي في الجزائر، يمتن ليس بسبب المرض، بل لانعدام العلاج، وأيضا جراء اللامبالاة»، ويضيف البيان بالإشارة إلى أن «اللامبالاة عامل نتقاسمه جميعا بداية من السلطات الصحية المسؤولة عن الوقاية المتأخرة، ووضع برامج الكشف المنظم لكل النساء، ومسؤوليتها، بالمقابل، عن انقطاع الأدوية؛ ما لا يسمح للإصابات بالعلاج في الوقت المناسب، ومما يجعل الموجود منها يعاني الاكتظاظ وإبعاد المواعيد إلى ما لا نهاية، وقد يصل الموعد في كثير من الأحيان إلى سنة، وهي أيضا مسؤولية النساء أنفسهن، اللواتي يتأخرن في الكشف «خوفا من اكتشاف شيء ما»، ناسيات بأن السرطان لا يعود إلى الوراء ولا يتقهقر، والمسؤولية أيضا تقع على العائلات التي لا تتحدث مع المرأة غير المتعلمة لديها لتعريفها بالأمر، وإنه كذلك مسؤولية الطبيب الذي لا يُعلم بانتظام مريضاته بضرورة الكشف وأهميته. إننا مطالَبون اليوم - يضيف البيان - ببذل كل الجهود الكبيرة منها والصغيرة، من أجل ضمان علاج جيد لمريضاتنا والحفاظ على السليمات منهن بالتشخيص المبكر». ويذكّر البيان بأول عملية كشف متنقل أطلقتها جمعية الأمل خلال السنة الماضية بولاية بسكرة، «لكن هذا لا يكفي.. ما نحن إلا في أول الطريق، وعازمون على الذهاب بعيدا في كفاحنا ضد السرطان».