7000 امرأة ضحّية عنف في الجزائر خلال 9 أشهر تتصاعد ظاهرة العنف في الجزائر بشكل غير مسبوق، وتعدّ النّساء من الشرائح الأكثر عرضة للضرب وغيره من أشكال التعنيف، وهو ما أبرزته إحصائيات رسمية كشفت أن نحو 26 جزائرية تتعرّض للعنف يوميا، بينهن واحدة على الأقل عرضة لاعتداء جنسي، حيث كانت 266 امرأة جزائرية ضحّية لاعتداءات جنسية مختلفة في الشهور التسعة الأولى من هذه السنة. أكثر من 7000 امرأة تعرّضن لمختلف أشكال العنف خلال التسعة اشهر الأولى من سنة 2013 على المستوى الوطني، حسب المعطيات المقدّمة من طرف مصالح الشرطة القضائية للمديرية العامّة للأمن الوطني. وأفادت السيّدة خيرة مسعودان عميدة الشرطة رئيسة المكتب الوطني لحماية الطفولة والمرأة بمديرية الشرطة القضائية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأنه (في المجموع أودعت 7.010 امرأة شكوى بسبب تعرّضهن للعنف خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2013، من بينهن 5.034 تعرّضن للعنف الجسدي). كما تمّ تسجيل حسب السيّدة مسعودان 1673 امرأة ضحّية سوء المعاملة و27 امرأة ضحّية القتل العمدي، ويتعلّق الأمر بنساء تتراوح أعمارهن من أكثر من 18 سنة إلى أكثر من 75 سنة، من بينهن 3.872 امرأة متزوّجة و1953 عازبة و688 مطلّقة و439 أرملة. أمّا بالنّسبة للوضعية الاجتماعية والمهنية للنّساء المعنّفات فقد تمّ تسجيل 4713 حالة دون مهنة و1330 موظّفة و103 إطار سام و374 جامعية و67 متقاعدة و87 حالات أخرى لم يتمّ تحديد وضعيتهن المهنية. وفيما يخص صلة قرابة المتورّطين مع ضحايا العنف أشارت المسؤولة ذاتها إلى تسجيل 7224 متورّط، من بينهم أزواج وإخوة وأبناء وآباء، إلى جانب أجانب عن الضحّية يقدّر عددهم ب 3316 شخص (جيران وزملاء ومجهولون). وياتي الأزواج في المرتبة الأولى ب 1.608 حالة، متبوعين بالأبناء ب 538 حالة، ثمّ الإخوة ب 418 حالة. ومن بين دوافع الاعتداء توضّح السيّدة مسعودان أن أغلبيتها تتعلّق بالمشاكل العائلية ب 2.509 حالة والدوافع الجنسية ب 255 حالة، مشيرة إلى أن ظاهرة العنف تنتشر بكثرة في المدن الكبرى خاصّة بالجزائر العاصمة ووهران وعنابة، إلاّ أنها اعتبرت ّن عدد حالات العنف المسجّلة في الجزائر (أقلّ بكثير) من تلك المسجّلة في بلدان أخرى التي تعرف (أسوأ حالات العنف)، وأشارت إلى أن اغلبية النّساء المعنّفات تعرّضن لهذه الظاهرة أثناء المساء بأكثر من 54 بالمائة وخلال النّهار بأكثر من 31 بالمائة، فيما تمّ تسجيل 48 بالمائة من حالات العنف في البيت العائلي و34 بالمائة في الشارع. واغتنمت السيّدة مسعودان هذه المناسبة لدعوة المواطنين إلى التبيلغ عن حالات العنف بهدف حماية المرأة والمجتمع. اعتداءات جنسية خطيرة أكثر من 200 امرأة تعرّضن للاغتصاب والتحرّش الجنسي وزنا المحارم على المستوى الوطني خلال الاأهر التسعة الأولى من سنة 2013، حسب معطيات مصالح السلطة القضائية. أوضحت خيرة مسعودان أن (266 امرأة تعرّضن للعنف الجنسي خلال الاشهر التسعة الأولى من سنة 2013 مؤديا احيانا إلى حمل غير شرعي)، وأضافت أن عدد النّساء ضحايا العنف الجنسي هو (في الواقع أكبر بكثير من الأرقام المقدّمة) بما أن الكثير من النّساء يقمن بإيداع شكوى ليسحبنها بعد ذلك، وقالت إن (هناك نساء يعانين في صمت)، مضيفة أن (إيداع شكوى ضد العنف الجنسي مازال طابوها)، وأوضحت أنه من بين العدد الإجمالي لهذه الضحايا (266 ضحّية للعنف الجنسي) 10 نساء تعرّضن للتحرّش الجنسي و6 أخريات تعرّضن لزنا المحارم. وبشأن التحرّش الجنسي أشارت إلى أن هذا النّوع من العنف يسجّل عادة في الوسط المهني ويتضمّن أيضا التحرّش الجنسي اللّفظي، وأضافت أن (أعمار هذه النّساء المعنّفات تتراوح بين أكثر من 18 سنة وأكثر من 75 سنة)، مشيرة إلى أن الأمر يتعلّق بنساء متزوّجات وربّات بيوت ومطلّقات وجامعيات ودون مهنة. كما أشارت السيّدة مسعودان إلى أن كلّ الولايات تعاني من ظاهرة العنف الجنسي ضد النّساء، والتي تؤدّي في بعض الحالات إلى حمل غير شرعي. وأكّدت نفس المسؤولة أن هناك نساء (يتحمّلن معاناتهن في صمت) عوض التبليغ عن المعتدين عليهن خوفا من تخلّي عائلتهن عنهن ومن نظرة المجتمع.