يشتكي الأولياء في كل مرة من عجزهم في متابعة أطفالهم حتى وهم في الطور الأول ليس لانعدام مستوياتهم العلمية وإنما بسبب تراكم الدروس والخلط الواضح في بعضها، وكثرة المواد حتى في السنة الأولى من التعليم الابتدائي، بحيث يرون أطفالهم وهم تائهون ومنهم حتى من كره الدراسة نتيجة المواد المتراكمة واستعصاء فهمها لاسيما وأن بعض المعلمين يلقون بكامل الحمل على الأولياء ويجبرونهم على المتابعة المتواصلة لأبنائهم، الأمر الذي أجبر الكثيرين عل إدراج أطفالهم في مدارس خصوصية التي أضحت تحصيلا حاصلا وحتمية لا مفر منها. نسيمة خباجة تضاءل استيعاب بعض التلاميذ للدروس بشكل خطير وهو ما لاحظه الأولياء على الرغم من المجهودات التي يبذلونها في كل مرة لأجل تعليمهم، ولم تعد ساعات دوامهم بالمدرسة كافية بل أن تراكم الدروس يفرض عليهم المتابعة المنزلية الدائمة من طرف الأولياء الذين بينوا حيرتهم من تراكم البرامج التي جعلت أبناءهم يكرهون الدراسة ويتهربون منها في كامل الأوقات لولا إجبارهم واستعمال أساليب تخويفية لاستكمال مقراراتهم وتحضير واجباتهم المدرسية. تقول إحدى السيدات أم لأبناء في مختلف الأطوار إنها تجد صعوبة كبيرة في متابعة ابنها الدارس بالسنة الأولى ابتدائي كأول سنة يفترض أن يتعلم فيها التلميذ الأبجديات الأولى في التعليم، لكنه تصادف المسكين بحمل محفظة مليئة بالكتب تنهك ظهره الصغير وكتفيه، إضافة إلى كثرة المواد وتراكم الدروس لتضيف أن كل تلك المعطيات أدت به إلى الانفلات في كم من مرة من متابعة المراجعة وتحججه بالمرض والعياء، ورأت أنه فعلا الوضعية تجلب الملل ويستعصى حتى على الأولياء متابعة أبنائهم، ففي الماضي تقول درسنا بلوحة وطبشور وكراس وكتاب القراءة، أما اليوم فتصادف الطفل الذي لا يتعدى سن السادسة بكومة من الكراريس والكتب وعجز عن فك طلاسمها وحتى الأولياء عجزوا عن متابعة أبنائهم الصغار. سيدة أخرى قالت إنها وجدت نفسها مجبرة على إدراج ابنيها الدارسين في السنة الأولى والثانية في مدرسة خاصة كونها فعلا جهلت طريقة تعليمهما ومتابعتهما في المنزل ليس بسبب جهلها أو انعدام مستواها بل نتيجة الخلط الواضح وتراكم المواد وعدم امتلاك الوقت الكافي لمتابعتهما، بحيث تختلف البرامج الدراسية الحالية عن البرامج الماضية، ورأت أن التعليم بالأمس القريب كان يأتي بثماره أما الآن الخلط الواضح في البرامج وحتى تراكم الدروس أدى إلى كثرة الرسوب المدرسي وابتعاد الأبناء عن الأجواء الدراسية وانفلاتهم منها بكل الطرق والأساليب. ولي تلميذ آخر عبر بالقول أنه يجد في بعض المواد تفاهات معلنة وتصادف في مرة أثناء تصفحه لكتاب ابنه بتبيين كيفية صناعة قرن من الفول السوداني وتكليف التلميذ بصناعته وتساءل ما الجدوى من ذلك، هل يقصد محدّد البرنامج تحضير الطفل إلى بيع الفول السوداني كنتيجة حتمية لسوء تحديد بعض المقررات الدراسية أم ماذا؟ ورأى ضرورة إعادة النظر في تلك المقررات التي لا تخدم التلاميذ بل أضحت تنفّرهم من الدراسة و اختيارالهروب إلى الشارع من أجل اللهو واللعب.