سجلت المملكة العربية السعودية هذا العام أكبر عدد في منح تأشيرات العمرة في تاريخ قدوم المعتمرين من خارج المملكة حيث أصدرت نحو 4 ملايين تأشيرة لمعتمري 160 دولة في سبعة أشهر فقط تمثل فترة العمرة لهذا العام التي تمتد من بداية شهر صفر وحتى نهاية شهر شعبان الماضي، ويعكس هذا الرقم، دون احتساب معتمري الداخل، حجم الجهد المضني والمسئولية الملقاة على عاتق وزارات الدولة وأجهزتها المعنية بخدمة هذه الحشود والتجمعات البشرية الضخمة في بقعة واحدة وفي فترة قصيرة والتي قلَّ أن يوجد مثيلٌ لها في العالم. وقدر وكيل وزارة الحج لشئون العمرة الدكتور عيسى رواس في تصريح لصحيفة "الرياض" عدد معتمري الخارج المتخلفين عن مغادرة البلاد هذا العام حتى الآن سواء من تجاوزت مدة بقائه شهرا أو من لم تتجاوز ب 21 ألف معتمر فقط من إجمالي عدد القادمين الذي بلغ أربعة ملايين شخص، مؤكداً أن هذا الرقم أقل من العدد الذي كان موجودا خلال نفس الفترة من العام الماضي والذي قدر بحوالي 32 ألف معتمر، إلا أنه أوضح أن الحديث عن عدد المتخلفين مازال مبكرا لأن حركة المغادرة ما زالت مستمرة وبشكل منتظم كما أن هناك عددا من خطوط الطيران سجلت تأخرا في بعض رحلاتها وما زالت تعمل على توفير البديل بمتابعة من الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة الحج، مشيراً مع ذلك إلى أن التخلف انخفض خلال السنوات الأربع الماضية بشكل كبير وملموس للجميع. وعزا وكيل وزارة الحج لشئون العمرة انخفاض أعداد المعتمرين المتخلفين عن المغادرة إلى عدة أسباب بعد توفيق الله أهمها الضوابط التي وضعتها وزارة الحج بالتنسيق مع الجهات المعنية والتي توجب باعتماد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، إضافة إلى الشبكة العالمية الإلكترونية لوزارة الحج والتطور التقني بالوزارة الذي أتاح الفرصة لإحكام الرقابة كما يقول وبشكل كامل على قدوم المعتمرين ومغادرتهم وكل ما يتعلق بخدماتهم كما أتاح المراقبة الفورية لأداء الشركات والمؤسسات المرخصة وتطبيق الضوابط والعقوبات بشكل فوري أولا بأول. في حين قدر د. رواس عدد معتمري الخارج في شهر رمضان هذا العام ب 750 ألف معتمر أكد في سياق تصريحه أنه لا يوجد تقدير لأعداد معتمري الداخل لأن قدومهم لا يرتبط بالحصول على تصريح معين حيث إن المجال مفتوح للقدوم للجميع بأي أعداد وفي أي فترة، كاشفاً في هذا الصدد عن تنظيم جديد لمعتمري الداخل تحت الدراسة الآن متطلعاً إلى أن يتم التوصل من خلاله إلى آلية لمعرفة هذه الأعداد خاصة في أوقات الذروة بما يضمن سلامة وراحة المعتمرين. وأضاف أن وزارة الحج أعدت إلى جانب ذلك نوعين من اللجان الرقابية تقوم بمتابعة كافة الخدمات المقدمة للمعتمرين حيث تختص "لجان المراقبة الإلكترونية" بمراقبة معدلات ضخ التأشيرات لكل شركة ومؤسسة في ظل خطتها التشغيلية وإمكاناتها البشرية واستعداداتها التي سبق أن وقفت عليها الوزارة، كما تراقب هذه اللجان مدى التقيد بحزم الخدمات التي يقدم من خلالها المعتمرون وفي حالة رصد أي مخالفات لما هو معتمد يتم إيقاف النظام الآلي لطلب تأشيرات العمرة حتى تتم معالجة المخالفة وإزالتها، كما تتولى شبكة العمرة الإلكترونية التابعة لوزارة الحج إيقاف نظام طلبات تأشيرات العمرة «آلياً» بمجرد بلوغ نسبة التخلف عن العودة في المواعيد المحددة 1% وعدد المتخلفين 500 متخلف لدى الشركة ووكلائها في الخارج.