تصوير: يونس أوبعييش وضعت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، الجزائر ضمن قائمة الدول التي شملها قرار تخفيض عدد التأشيرات التي ستمنحها لمعتمريها خلال شهري شعبان ورمضان، وذلك عقابا لها على تأخر معتمريها في الخروج من الأراضي السعودية العام المنصرم. وتضم القائمة، علاوة على الجزائر تسع دول أخرى، وهي اليمن وباكستان ومصر والعراق والسودان والأردن وسوريا وتركيا والمغرب، حسب ما أوردته تقارير إعلامية، أكدت أن القرار كان جد قاس على دولتي اليمن والسودان، اللتان حرمتا من تجاوز نسبة الخمسة بالمائة من عدد التأشيرات، التي كانت تمنحها السلطات السعودية لرعاياهما، وهو الإجراء الذي يهدف إلى الحد من ظاهرة تخلف المعتمرين في العودة إلى بلادهم. وبالمقابل، قررت السلطات السعودية رفع عدد التأشيرات الممنوحة للمعتمرين القادمين من الدول الأوروبية والأمريكية، بهدف تشجيع مسلمي هذه الدول على أداء العمرة ونشر الإسلام، وكذا تأكيدا على ثقة حكومة الرياض في رعايا الدول الغربية، الذين يعتبرون أكثر المعتمرين احتراما للقوانين السعودية وأقلهم تجاوزا لمدة التأشيرات الممنوحة في إطار العمرة. قرار خفض نسبة عدد التأشيرات الممنوحة للمعتمرين الجزائريين، خلال شهري شعبان ورمضان، وإن نفاه المكلف الإعلامي بسفارة المملكة العربية السعودية بالجزائر، ماضي الحارثي، في تصريح ل "الشروق" أمس، مؤكدا بأن سفارة بلاده لم تتلق قرارا من هذا القبيل، إلا أن المسؤول الأول بالديوان السياحي الجزائري، حموش بلقاسمي، أكد أن حصة الجزائر من التأشيرات الممنوحة للمعتمرين سجلت تراجعا هذه السنة. وأوضح مدير عام الديوان السياحي الذي يعتبر أحد أكبر الهيئات المنظمة لرحلات الحج والعمرة إلى جانب النادي السياحي، أن مصالحه لم تتلق قرارا كتابيا بهذا الخصوص، غير أنه أشار إلى أن الديوان تلقى تأكيدات من الوكالات المعتمدة من طرف السلطات السعودية، التي يتعامل بها بخفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين. وقال بلقاسمي "لمسنا تراجعا كبيرا في منح التأشيرات للمعتمرين هذه السنة، لكن من دون أن نتلقى تبريرا مقنعا من الطرف السعودي لهذا الموقف"، وأضاف "هم يقولون إن المعتمرين الجزائريين يتأخرون في العودة إلى بلادهم بعد الانتهاء من أداء شعائر العمرة، لكننا نؤكد بأن الحالات قليلة جدا ولا يمكن اعتبارها مبررا للتقليص من عدد التأشيرات، الذي يطال من دون شك أشخاصا أبرياء". وتابع بلقاسمي "الديوان السياحي ومعه الوكالات السعودية المعتمدة التي نتعامل معها، يحرصان أشد الحرص على احترام المعتمرين لمدة التأشيرات، لأن أي تأخر من المعتمرين في العودة إلى بلادهم، تنجر عنه عقوبات على الطرفين، وهو ما يجعل منظمي رحلات المعتمرين أكثر حرصا على احترام القوانين السعودية". ولم يجد مدير عام الديوان السياحي من مبرر لما أقدمت عليه وزارة الحج والعمرة، سوى بربط القرار بأشغال الترميم التي تجرى على مستوى الحرم المكي، التي باشرتها السلطات، الأمر الذي دفعها إلى تقليص عدد المعتمرين لتفادي حدوث ازدحام وعدم قدرة الهياكل والمرافق على استقبال المعتمرين بحجم الأعداد السابقة. وعلى صعيد تحضير تأشيرات المعتمرين خلال شهري شعبان ورمضان، أكد بلقاسمي أن عدد التأشيرات التي تحصل عليها الديوان قاربت ال 15 ألفا.