أشاد العديد من المسرحيين بوهران أمس الاثنين في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية بالخصال الشخصية والمسيرة الفنّية المتميزة لرجل المسرح ومدير المسرح الوطني الجزائري السيّد محمد بن فطاف الذي وافته المنية مساء الأحد. ذكر الكاتب المسرحي بوزيان بن عاشور أن الساحة المسرحية (فقدت رجلا كبيرا كان له حضور بارز ومميّز طيلة مشواره الفنّي والمهني، حيث ساير أهمّ مراحل الحركة المسرحية الجزائرية منذ انطلاقتها الأولى)، وأضاف قائلا: (كانت إبداعات الفقيد وإسهاماته في مجال الفنّ الرّابع زادا كبيرا للرّكح الجزائري بعد أن اكتسب تجربة مسرحية مميّزة ذات صلة بالتراث الشعبي الجزائري العميق). ولتشبّعه الواسع بالثقافة الشعبية استطاع بن فطاف إثراء المسرح الجزائري بلغة مسرحية جميلة -يضيف السيّد بن عاشور- الذي أبرز أن الفقيد فتح الأبواب أمام المبدعين الشباب ومنحهم الدعم في مجالات متعدّدة كالتمثيل والإخراج. ومن جانبه، وصف المسرحي مراد سنوسي رحيل محمد بن فطاف ب (الخسارة الكبيرة) للمسرح الجزائري الذي (فقد إحدى الشخصيات الكبيرة للفنّ الرّابع)، وأضاف أن الرّاحل ترك أعمالا مميّزة ورصيدا ثريا لفائدة أجيال المسرح في المستقبل، مبرزا نضاله من أجل تطوير مكانة المسرح في المجتمع ودعمه للإبداع ووقوفه الى جانب الشباب. أمّا مدير المسرح الجهوي لوهران (عبد القادر علولة) السيّد عزري غوثي فقد أشاد بالتجربة الرّائدة للفقيد (خاصّة من جانب تطوير أعمال الترجمة والاقتباس والتأليف المسرحي)، معتبرا الرجل (أحد كبار المسرح الجزائري الذين أسّسوا ركائز قوية ومتينة للفنّ الرّابع)، وذكر أيضا أن المرحوم بن فطاف كانت له خصال شخصية سمحت له بالتواصل المميّز مع المحيط، خاصّة مع المسرحيين الشباب الذين استفادوا من خبرته الطويلة والثمينة في المجال. وبدوره، اعتبر الفنّان المسرحي محمد ميهوبي الفقيد (شخصية فنّية كبيرة) ساهمت في بروز مبدعين شباب قائلا: (أرى أن الفقيد كان كاتبا مسرحيا متألّقا ولم يمنعه مرضه من خدمة المسرح الجزائري ودعم المواهب ووفاته بالفعل خسارة كبيرة لنا).