تنعي الساحة الفنية عموما والساحة المسرحية خصوصا فقدان رجل عظيم لطالما اعتبره الجميع من أعمدة المسرح الجزائري، فنان وصفه العديد بالمتكامل، فتح أبواب المسرح للجيل الشاب ليشجعه على المضي قدما لتنمية مواهبه. وهذه بعض التصريحات التي شاطرتنا بها بعض الوجوه المسرحية. عمر فطموش (مدير المسرح الجهوي لبجاية): محمد بن قطاف أكبر من مجرد رجل، أعتبره جسر وصل بين الجيل القديم والجيل الجديد، كان رحمه الله فنانا متكاملا، جمع بين الكتابة والإخراج، ويشهد الجميع أنه كان ممثلا بارعا عاشر كبار المسرح الجزائري. فقدنا رجلا عظيما، ومنصبه كمدير للمسرح الوطني فتح الأبواب للشباب لإبراز مواهبهم، نتأسف كثيرا لفقدان هذا الرجل الذي كان من الممكن أن يضيف أكثر للمسرح الوطني لو لم تخطفه المنية منا. هارون الكيلاني (مؤلف ومخرج مسرحي): لطالما عرف محمد بن قطاف بمقولته الشهيرة "فتحت مسرحا رميت مفتاحه في البحر"، نعترف بالجميل الذي قدمه لمسرحيي الجنوب، حيث ساعدهم على إبراز مواهبهم وأتاح لهم الفرصة لرسم طريقهم في المسرح. وأتمنى من المدير القادم للمسرح ألا يغمس يده في البحر بحثا عن المفتاح الذي رماه بن قطاف. مونى بوعلام (مخرجة وممثلة): فقد الميدان الفني أحد أعمدته الأساسية، فقبل أن يكون محمد بن قطاف مديرا للمسرح الوطني، كان فنانا من طينة الكبار، جمع بين الإخراج، الكتابة والتمثيل. لطالما فتح هذا الرجل العظيم أبواب المسرح للشباب، كان دائما يجلس معنا، ينصحنا ويستمع لشكاوانا، كان رجلا كريما ومعطاء، وودنا لو كافح مرضه لمدة أطول وبقي معنا. مصطفى بوري (كاتب مسرحي): لم أعرف محمد بن قطاف حتى سنة 2000 خلال المهرجان المتوسطي بمستغانم، وجدته رجلا عظيما وفنانا مسرحيا متكاملا أبهر كل من التقاه، فقدت الجزائر اليوم إنسانا موهوبا، عطوفا ومتفهما، كان همه مساعدة الشباب وفتح المجال لهم، والحفاظ على الرابط بين الجيلين، وقد أخرجنا معا مسرحية "موقف إجباري" نهاية شهر ديسمبر. مخلوف بوكروح (ناقد مسرحي): في هذه المناسبة الكئيبة أتقدم بتعازي للعائلة الصغيرة للفقيد والعائلة الفنية الكبيرة، فقدنا أحد الوجوه الفنية البارزة التي ملأت الفراغ الذي يعاني منه مجال الثقافة في الجزائر. كان بن قطاف ممثلا موهوبا، خاض في بحر الإخراج، وغامر في مجال الكتابة المسرحية، حمل على عاتقه عبء ضعف النص المسرحي ونجح نجاحا باهرا في تحديد موضع السقم فيه ومعالجته، حيث جمع بين الكتابة، الترجمة والاقتباس بجرأة كبيرة. يجب الاعتراف بأن الفقيد كان من بين الأقلام التي خطت تاريخ المسرح الجزائري، مبادراته الطيبة أنعشت الركود الذي شهدته ساحة الركح، جمع بين الإدارة، الكتابة، التمثيل، والإخراج وفخور أنني تقاسمت معه هموم التسيير. أعتقد أنه لا يجب علينا أن نحزن، وإنما يجب أن نحتفل بحياة محمد بن قطاف والأعمال الخالدة التي قام بها من أجل المسرح الجزائري. منير فلاح ناقد تونسي: عمل في المسرح لأنه أحب المسرح وليس لغاية أخرى، فلم يكذب في مسرحه على الناس.. والجمهور يحس ويعرف إن كان صادقا أم لا. كتب ما أحس به وما يعنيه بالدرجة الأولى هو الإبداع والخشبة... ليس لديه عمل آخر غير المسرح، والصدق ربما هو ما جعل أعماله المسرحية قريبة من الجمهور...تألق سي محمد بن قطاف كاتبا وممثلا ومخرجا، من بإمكانه أن ينسى (قالو لعرب قالو) التي اقتبسها عن مسرحية (المهرج) للشاعر السوري العظيم (محمد الماغوط) ؟! ومسرحية (الشهداء يعودون هذا الأسبوع) التي اقتبسها عن قصة بالعنوان نفسه للروائي المرحوم (الطاهر وطار)؟! من بإمكانه أن ينسى (امحمد بن قطاف) في عباءة (الشيخ العابد)؟! من بإمكانه أن ينسى قوة النص وسحر التمثيل والأداء في تلك المسرحية الخالدة، التي توجت مسيرة المسرح الجزائري بعديد الجوائز من أهمها جائزة مهرجان قرطاج الدولي للمسرح بتونس ... المخرج سعود مهنا رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني: أتقدم باسم ملتقى الفيلم الفلسطيني من فلسطين بأحر التعازي لوفاة المسرحي محمد بن قطاف الذي قدم الكثير للفن والمسرح بالجزائر. والذي تابعنا بكل احترام وتقدير أعماله وإنجازاته المسرحية التي شكّلت فضاء إبداعيا له امتداده العربي. إن فقدان هذا الهرم الفني هو خسارة للفن ليس في الجزائر فحسب، بل للفن في كافة الوطن العربي. عزري غوثي مدير المسرح الجهوي لوهران أشاد مدير مسرح "عبد القادر علولة" عزري غوثي بالتجربة الرائدة للفقيد "خاصة من جانب تطوير أعمال الترجمة والاقتباس والتأليف المسرحي"، معتبرا الرجل "أحد كبار المسرح الجزائري الذين أسسوا ركائز قوية ومتينة للفن الرابع". وذكر أيضا أن المرحوم بن قطاف كانت له خصال شخصية سمحت له بالتواصل المميز مع المحيط، خاصة مع المسرحيين الشباب الذين استفادوا من خبرته الطويلة والثمينة في المجال. الفنان المسرحي محمد ميهوبي اعتبر الفنان المسرحي محمد ميهوبي الفقيد "شخصية فنية كبيرة" ساهمت في بروز مبدعين شباب قائلا: "أرى أن الفقيد كان كاتبا مسرحيا متألقا ولم يمنعه مرضه من خدمة المسرح الجزائري ودعم المواهب ووفاته بالفعل خسارة كبيرة لنا". الممثل والمسرحي عبد الحميد رابية حيّا عبد الحميد رابية "روح التفتح" التي كان يتميز بها امحمد بن قطاف الذي كان يحاول كلما سنحت له الفرصة "اسقاط الحقائق الاجتماعية الجزائرية على الركح" لإيقاظ الوعي من خلال العديد من أعماله. ووصف المدير التقني للمسرح الوطني الجزائري عبد الكريم لحبيب الراحل ب "قاطرة" المسرح الجزائري، حيث ساهم في انتعاش المسرح خاصة في سنوات الثمانينيات. وذكّر المتحدث ب "قوة" الكتابة المسرحية لدى بن قطاف التي استمدها من تجربته في اقتباس أعمال كبار المسرحيين مثل الكاتب المصري توفيق الحكيم والشاعر التركي ناظم حكمت. فتح النور بن براهيم (مكلف بالاتصال في المسرح) حيا المكلف بالاتصال في المسرح، فتح النور بن براهيم "رجل المبادئ ومسير" المسرح الوطني الجزائري الذي عرف، كما قال، كيف يعطي نفسا جديدا لهذه المؤسسة منذ 2003 بتحفيز "بروز المواهب الشابة" والعمل من أجل ترقية الفن الرابع في كل مناطق الجزائر. وذكّر في هذا الشأن بمبادرة أيام مسرح الجنوب، وهي منافسة منحت منذ نشأتها في 2007 فضاء للتعبير للممثلين والمؤلفين والمخرجين من مناطق الجنوب (تمنراست، أدرار، ورقلة..). الصحفي والمؤلف بوزيان بن عاشور ذكر الصحفي والمؤلف بوزيان بن عاشور الذي تأسف لفقدان "أحد أعمدة تاريخ المسرح الوطني الذي رافق العظماء ليصبح هو الآخر عظيما"، مساهمة الراحل في المسرح الإذاعي من خلال عمله في الإذاعة الوطنية منذ 1963. واعتبر المتحدث أن هذا الدور ترجم أيضا على خشبة المسرح منذ 1966، مذكرا بالجهد الذي قام به الراحل الذي كان يحمل "تيارا تجديديا " في المسرح من خلال العديد من أعماله التي قدمها باللهجة الجزائرية واستلهمها من عمق المجتمع. وبرز هذا الجانب التجديدي لدى بن قطاف من خلال كتابته في فرقة "مسرح القلعة" التي أهلته ليكون "القلم المكرس" للفرقة التي أنشأها في 1990 رفقة زياني شريف عياد وعز الدين مجوبي وصونيا.