أكّدت مصادر أمنية مصرية بسجن برج العرب بالإسكندرية أن الرئيس المعزول محمد مرسى أظهر انفعاله وغضبه داخل السجن عندما علم بعدم مغادرته إلى القاهرة بسبب سوء الأحوال الجوية والأمنية وقام بتوبيخ ضبّاط الحراسة. قال مرسي: (أنا الرئيس الشرعي لمصر)، وطالب المعزول قوات أمن السجن بإخراجه من الزنزانة للتجوّل في ساحات السجن، إلاّ أن قوات الأمن رفضت تماما إخراجه في هذا التوقيت الذي يشهد إجراءات أمنية مشدّدة. وأضاف المصدر نفسه أن الرئيس المصري المعزول كان يردّد كلمة (رابعة) ويرفع شارتها داخل السجن ويقول: (السيسي هو الخاين) ورفض تناول الطعام تماما وظلّ أيضا يردّد آيات القرآن ويلقي الأحاديث النبوية على جنود الأمن المركزي. وفي سياق ذي صلة، سلّطت الصُحف الغربية الضوء على قرار تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية إلى مطلع الشهر القادم بزعم (سوء الأحوال الجوية). وقالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية إن توقيت جلسة يتّسم ب (الحساسية)، إذ يأتي قبل أسبوع من إجراء الاستفتاء الدستوري (واسع النّطاق)، موضحة أن الحكومة المؤقّتة المدعومة من (العسكر) تأمل في أن يضفي التصويت الشرعية على (الانقلاب) الذي أطاح بالرئيس محمد بمرسي قبل ستّة أشهر، ووافقتها الرّأي وكالة (الأسوشيتد برس) الأمريكية في ترجيحاتها قائلة إن تأجيل محاكمة مرسي جاء قبل أقلّ من أسبوع على موعد الاستفتاء على مسودة الدستور التي ستحلّ محلّ الوثيقة التي هيمن على كتابتها أنصار مرسي، وأشارت إلى بدء ما يقرب من 680 ألف مصري مقيم بالخارج بالتصويت على المسودة الجديدة اليوم. واعتبرت الوكالة الأمريكية أن تأجيل محاكمة الرئيس المعزول (جزء من محاولة السلطات الحالية تهيئة المناخ المناسب وتأمين الاستفتاء)، وقالت إن تمرير الدستور الجديد بحصوله على نسبة تصويت عالية، جنبا إلى جنب الإقبال الكبير على مراكز التصويت سيعزّز من شرعية الحكومة المؤقّتة المدعومة من العسكر، ومن ثمٍّ تتمكّن السلطات من تطبيق خارطة الطريق التي كان قد أعلن عنها الفريق أوّل عبد الفتّاح السيسي وزير الدفاع في اليوم الذي أطاح فيه بمرسي، وتابعت القول إنه (بعد نجاح عملية الاستفتاء سيحدّد بالتبعة الموعد المقرّر لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي لم يعلن عنها بعد). ورأت الوكالة أن (هناك الكثير من المؤشّرات التي تنبئ باحتمالية إجراء الانتخابات الرئاسية أوّلا مطلع الربيع المقبل)، دون أن تستبعد خوض وزير الدفاع الذي ارتفعت شعبيته على حد قولها بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي سباق الرئاسة. فيما تساءلت صحيفة (التليغراف) البريطانية عن مصدر معلومات الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب (الحرّية والعدالة) بعد أن أكّد رفض مرسي حضور المحاكمة، الأمر الذي نفاه وزير الداخلية على الفور.