طالب سكان بلدية الرغاية من السلطات الولائية وعلى رأسهم والي ولاية الجزائر التدخل والاستماع لانشغالاتهم من أجل تجميد مشروع المفرغة العمومية المبرمجة للانجاز هناك، محذرين من كارثة بيئية ستحل على المنطقة إذا ما تم إنجازها. وفي رسالة موجهة إلى والي الولاية تلقت (أخبار اليوم) نسخة منها، فقد حذر سكان بلدية الرغاية من القفز على انشغالاتهم، وعدم الاستماع إليهم، معتبرين المشروع قفزا على حقهم في الاستشارة، وعدم مراعاة خصوصية المنطقة، مما زاد في درجة الاحتقان والتذمر لدى السكان. وبعد أن أثنى السكان على السمعة الحسنة والأخلاق العالية لشخص والي العاصمة، طالبوه بالاستماع إلى انشغالاتهم، والوقوف عند الأسباب الموضوعية التي جعلتهم يرفضون هذا المشروع غير الملائم لطبيعة وجغرافيا المنطقة. ومن بين الأسباب التي ذكرها السكان في رسالتهم، أن بلدية الرغاية ذات كثافة سكانية كبيرة ومساحتها صغيرة، وشبكة طرقاتها ضعيفة ومكتظة، فضلا عن كونها مصنفة منذ سنوات الثمانينيات كأكثر البلديات تلوثا بسبب (المنطقة الصناعية الرغاية-الرويبة)، بالإضافة إلى كون المكان المخصص يحيط به السكان والثكنات العسكرية. وما أثار استياء السكان أيضا أن المكان الذي خصص لمشروع المفرغة كان مخصصا لمشروع مقبرة ناضل سكان بلدية الرغاية سنوات عديدة من أجل الحصول عليه، لاسيما مع عدم وجود مقبرة خاصة بالبلدية. كما أن المكان غير بعيد عن مركز جامعي (المركز الجامعي لبودواو البعيد عن السكان ب 700 متر، وهي قريبة من كل مرافق الحياة، ومجاورة لبلدية بودواو) (ولاية بومرداس) التي تعرف توسعا عمرانيا حضريا باتجاه بلدية الرغاية، والتي تضم مشروعا ضخما لمسبح نصف أولمبي ومستشفى للأمراض العقلية والنفسية. وفي السياق أكد السكان أن مشروع المفرغة سيضاعف من مشكلة التلوث ويمنعهم من مشاريع لطالما حلموا بها، فبلديتنا الفتية _يقول السكان في رسالتهم- بحاجة ماسة إلى قطع أرض لبناء مرافق أكثر حيوية، وقد قيل أن هذه المفرغة جد متطورة تكنولوجيا، فما دام كذلك لم تترك في مكانها (بلدية أولاد فايت) فالدولة لها كل الإمكانيات التكنولوجية. وطالب سكان بلدية الرغاية المسؤول الأول على الولاية بإخراج مشروع المفرغة إلى المناطق الخالية من التجمعات السكانية، مؤمنين بقدرة الدولة على ذلك. ونبه سكان الرغاية في آخر رسالتهم إلى ضرورة المسارعة لطمأنة السكان وإزاحة قلقهم، لاسيما مع ارتفاع درجة الاحتقان والغضب، مما يهيئ الجو أمام أصحاب المصالح الضيقة للاصطياد في المياه العكرة، والجزائر على أبواب استحقاقات هامة، آملين في حكمة والي الولاية، وقدره على حل الإشكال الذي أصبح يقض مضاجع سكان بلدية الرغاية بل وحتى البلديات المجاورة.