حضور بعض الجاليات فرض انتشارها انتشرت عبر العاصمة العديد من المطاعم متعددة الجنسيات إن صح التعبير، بحيث أضحت تزاحم المطاعم الجزائرية مطاعم أخرى تبين الزخم الثقافي المتنوع لدول عربية وحتى أجنبية مختلفة من خلال أكلاتها المتميزة ذات الشهرة الواسعة، فمن سوريا إلى مصر إلى لبنان وحتى الهند، بحيث تنوعت تلك الأنشطة لجاليات مختلفة أبت إلا إيصال النكهات المتنوعة لبعض الأطباق العالمية وتعريفها للجزائريين الذين لهم فضول واسع للتعرف على العديد من الأطباق وباتوا يحفظون بعض الكيفيات عن ظهر قلب حتى أنهم أدمنوا على أكلها. أضحى الزبائن يحجون إلى أماكن مختلفة ومسافات قد تبعد أو تقصر من أجل تذوق بعض الأكلات العالمية التابعة لدول مختلفة عربية وغربية، وعلى الرغم من ثراء المطبخ الجزائري بمختلف الأكلات إلا أن ذلك لم يثن البعض على رغبة اكتشاف الأكلات الأخرى لبلدان متنوعة كالمغرب وسورياولبنان ومصر وظهور حتى المطاعم الهندية والأندونيسية وغيرها. وقد لاقت تلك المطاعم إقبال المواطنين وجذبتهم تلك الأكلات الشهية والمشهورة، وصاروا يقطعون أميالا لأجل الاستمتاع ببعض الأطباق والخروج قليلا من الأكلات الجزائرية المعتادة. واكتسبت تلك المطاعم زبائن دائمين في لمح البصر بالنظر إلى الخدمات التي تقدمها من أجل اطلاع الزبون الجزائري على بعض الكيفيات التابعة لدول مختلفة عربية وحتى أجنبية لا يجمعنا معها نفس الأعراف والتقاليد وحتى الديانة على غرار المطاعم الهندية والأندونيسية وحتى الصينية، فالجاليات الأجنبية المتواجدة في الجزائر فرضت تلك النشاطات والتي لم تعد تعني الرعايا الأجانب فحسب، بل اقتحمها حتى الزبائن الجزائريين الذين تمتعوا بفضول كبير لاكتشاف بعض الأكلات العالمية على غرار المطاعم الصينية التي أضحت توفر خدمات الأكل للرعايا الصينيين. ف(الشوارما) اللبنانية أو السورية و(شيش كباب) هي أكلات مشرقية أضحى يدمن عليها الكثير من الجزائريين والتي تكون متبوعة بخبز لبناني أو سوري خاص بتناول الأكلة والذي يضفي عليها ذوقا خاصا، إلى جانب أطباق أخرى كالتبولة والمتبل والفتوش والكبة، ومختلف أنواع السلطات مثل سلطة الشمندر والحمص بالطحينة ومختلف أنواع الأطباق المحشوة باللحم المفروم والوجبات الرئيسة مثل شيش برك وفتات فتة حمص. وفي زيارة لنا إلى أحد المطاعم السورية بالعاصمة قابلنا ذلك الإقبال الكبير على المطعم من طرف الزبائن بعد أن استهوتهم الشوارما السورية وأنواع من السلطات وكذلك الخبز السوري، بحيث شهد المطعم إقبالا كبيرا لتذوق بعض الأكلات المتنوعة. اقتربنا من البعض منهم للوقوف على سر انجذابهم لذلك المطعم، الآنسة وسيلة طالبة قالت إنها سمعت كثيرا عن النكهة الخاصة للمطعم السوري الراقي وأبت إلا الغوص في بعض كيفياته لاسيما مع انتشار المطاعم السورية في الجزائر ونشاطها الواسع، وأضافت أنه بالفعل مطبخ رائع يزخر بالعديد من الأطباق الشهية والمتنوعة على غرار الشوارما وطبق (شيش كباب) من دون أن ننسى المقبلات التي تعتمد كثيرا على الخضر المفيدة للصحة على غرار سلطة الكرنب الأخضر مع الحضور الملزم للخبز السوري الذي يرافق الأطباق السورية ويضفي نكهة خاصة عليها. الشوارما اللبنانية هي الأخرى ذاع صيتها بين الكثيرين الذين يقطعون مسافات من أجل جلبها من منبعها الأصلي على غرار منطقة عين بنيان واسطاوالي بانتشار مطاعم لبنانية هناك تخصصت في تقديم الأكلة بطريقة راقية واكتسبت زبائن دائمين. وعلى العموم فإن انتشار محلات للإطعام من مختلف الدول بالجزائر هو نشاط تفاعل وتجاوب معه الجميع كونه يمنح الفرصة للاطلاع على ثقافات شعوب أخرى من خلال أكلاتها المميزة.