شهدت العاصمة خلال السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا للمطاعم الشرقية والآسيوية التي أصبحت تنافس المطاعم الجزائرية في استقطاب الزبائن، فبالرغم من الغلاء الفاحش لأطباق هذه المطاعم إلا أن الفضول دفع بالجزائريين إلى تذوق هذه الأكلات والغوص في تقاليد هذه البلدان. تتميز المطاعم الآسيوية عن بقية المطاعم الأخرى بعدة نقاط وأساليب تجعلها منفردة عن الأخرى، فعند دخول إحداها تشعر من الوهلة الأولى وكأنك توجهت إلى بلاد الصين لما في ذلك من موسيقى هادئة ورموز صينية تملأ المكان إضافة إلى حفاوة الاستقبال التي تتلقاها منذ أن تطأ قدماك المطعم. المطاعم الآسيوية.. عادات راسخة وإتقان تنتشر معظم هذه المطاعم في أرقى الأحياء بالعاصمة ويقصدها في الكثير من الأحيان أشخاص مرموقون أو مرتاحون ماديا لأن ثمن أبسط طبق يقدم في هذه المطاعم لا يتحمله المواطن البسيط. تحدثنا منال وهي من محبات الأكلات الآسيوية عن هذه المطاعم تقول: ''إن أكثر ما يعجبني في هذه المطاعم هو الديكور الخلاب الذي تتميز به وكأنك تجوب الصين أو الهند أو تايلاند، فطغيان اللون الأحمر والأضواء الخافتة تأخذك إلى هناك وكأن الحضارة الصينية انتقلت إلى الجزائر، فهي عبارة عن فضاءات مفتوحة على عادات وتقاليد الصينيين، حيث تحظى باستقبال رائع من طرف العاملين الذين يتزينون باللباس التقليدي عندهم وحتى الأواني التي يستعملونها أحضرت من الصين، ناهيك عن الأكلات المقدمة اللذيذة والغنية والمطبوخة بطريقة فريدة من نوعها زد على هذا النظافة والتنظيم''. أما سهيل عامل في احدى المؤسسات الخاصة فيقول: ''أكثر ما يجلب في هذه المطاعم هو حفاوة الاستقبال، وبما أنني عامل في مؤسسة تعتمد كثيرا على علاقاتها الخارجية مع دول أجنبية نقوم في كثير من الأحيان بعقد جلسات عمل ومواعيد في هذه المطاعم التي تعتبر مقصدا للكثير من الشخصيات البارزة وللجالية الأجنبية المتواجدة بالجزائر، وأنا شخصيا أحب كثيرا الأطباق التي تسعى هذه المطاعم إلى تقديمها فهي غنية بالزنجبيل والأعشاب البحرية إضافة إلى طبق الأرز بالجمبري وكذا أطباق الأسماك المعطرة بالتوابل الصينية المستحضرة من الصين وشربة فواكه البحر الشائعة عندهم. ويعود انتشار هذه المطاعم بصورة لافتة للانتباه عندما فتح باب الاستثمارات أمام الصينيين وإغراق السوق الجزائرية بالمنتوجات الصينية فتولدت فكرة المطاعم لاكتشاف طبخهم والتعرف على تقاليدهم''. الأكلات الشرقية تفنن في الإعداد وديكور ساحر من جهة أخرى هناك من تستهويه الأكلات الشرقية التي تعرف عليها الكثيرون من خلال الدراما العربية التي تعرض على شاشات التلفزيون، والتي هيمن فيها الأكل اللبناني والسوري. وما يزيد من الاهتمام والفضول هو تقارب التقاليد والعادات بين البلدين، وفي هذا الخصوص تقول أسماء من نواة الأكلات الشرقية: ''أحب الأكلات الشرقية بجميع أنواعها، لأنها غنية وهو فرصة لاكتشاف أطباقهم وتحضيرهم للطعام فلا طالما انبهرت بأفلامهم ومسلسلاتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي كنا نشاهدها عبر شاشات التلفزيون، وحسب رأيي فأهل المشرق أقرب إلينا من الآسيويين''. أما عماد 23 سنة فيقول: ''لقد تعودت كلما سمحت لي الفرصة على الذهاب إلى هذه المطاعم لما فيها من حفاوة الاستقبال والديكور الشرقي الرائع وكأنك في سوريا أو لبنان، إضافة إلى الشيشة التي تقدم عندهم، ناهيك عن الطعام فهو يتميز بالتنوع والتميز. فبالنسبة للسلطات تتميز بكونها كلها تقدم على أشكال تصر الناظر فتجد كل أنواع الخضر المقطعة بأشكل مبهرة، أما الأطباق فشيء آخر فهي تفتح الشهية وتجعلك تعود لارتياد المكان كلما اشتهيت الأكل المميز''. يمكن اعتبار هذه المطاعم جسرا للتواصل وبوابة للتعرف على عادات وتقاليد شعوب لطالما كانت المسافات تفصلنا عنهم، والتعرف عليهم عن قرب وتذوق أكلاتهم التي كنا نكتفي فقط بمشاهدتها عبر شاشات التلفزيون.