مازالت العائلات القاطنة بحوش قايد الباب ببلدية بئر خادم بالعاصمة تعيش في أوضاع كارثية داخل سكنات آلت إلى حالة متقدمة من الاهتراء بسبب قدمها، حيث يعود إنشاؤها إلى عهد لاستعمار الأمر الذي أجبر هذه الأخيرة إلى رفع شكاويها في العديد من المناسبات إلى الوالي المنتدب ومطالبته بالتدخل السريع والفوري من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسوية وضعية سكناتهم القديمة. واستنكر المعنيون ما وصفوه بسياسة التهميش المنتهجة اتجاه وضعيتهم وعدم اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تسمح لهم بترميم أو توسيع هذه السكنات التي تآكلت وتهدد حياتهم بالخطر بسبب سقوط أجزاء منها في كل مرة سيما خلال الأسابيع القليلة الماضية التي شهدت تساقط أمطار طوفانية ورياح عاتية زادت أوضاعهم تدهورا وسوءا. وتواجه أكثر من 18 عائلة تقطن حوش قايد الباب المعروف باسم (بيطافي)س الواقع ببلدية بئر خادم معاناة يومية طال أمدها وعبر صفحاتنا تناشد رفع الغبن عنها وانتشالها من المعاناة وعنق الزجاجة ونظرا لتغاضي السلطات أصبح الحي منسيا وبعيدا عن كل الاهتمامات والمشاريع السكنية، فرغم مضي قرابة نصف قرن على إقامتهم في هذه البنايات إلا أنهم لم يستفيدوا من أي حصة سكنية، غير أن وضعية هذه السكنات التي تآكلت لفعل مرور الزمن والعوامل الطبيعية أضحت تشكل خطرا على حياتهم خاصة عقب زلزال 2003 وهي مهددة بالانهيار في أية لحظة فوق رؤوسهم نتيجة التصدعات والتشققات التي حدثت خاصة أنها لم تعرف أي ترميم بسبب غياب عقود الملكية التي حالت بينهم وبين ترميم أو تشييد بناءات تليق بهم كمواطنين وبالتالي خوفهم من تكبد خسائر مادية جعلهم في حيرة من أمرهم. ولم تنحصر معاناتهم عند البنايات الهشة المشيدة بالطين والزنك بل يضاف إليها جملة من المشاكل يواجهها الحوش الذي يفتقر لأدنى وأبسط شروط العيش الكريم، بداية بانعدام قنوات الصرف الصحي أو غاز المدينة.. وقد رفض السكان في وقت سابق حسب ما أكدوه قرار البلدية والمتمثل في ترحيل عائلات الحي نحو الشاليهات وذلك مرده عدم ضمان ترحيلهم بعد نقلهم إلى الشاليهات، وهو الأمر الذي تعاني منه أغلب العائلات المقيمة بالشاليهات، والتي طالت مدة بقائها بها، على غرار سكان حي سيدي يوسف ببني مسوس وبعض السكان بالبرج البحري دون أن تخص بأي عملية ترحيل. وأرجع السكان عدم اهتمام السلطات بترحيلهم لهذا السبب وهو ما جعلها تتخذ موقف غض البصر اتجاه انشغالاتهم ومعاناتهم، في وقت شددوا على ضرورة إيجاد حل بديل بتسوية عقود الملكية في حال عدم استفادتهم من سكنات، ويعتبر هذا الانشغال مطلبا ضروريا وحلا إيجابيا لهم في حالة عدم استفادتهم من سكنات جديدة على الأقل حسبهم القيام ببناء سكنات لائقة تحفظ كرامتهم داخل هذا الحوش.