تشهد بلدية باب الزوار الواقعة شرق العاصمة، العديد من النقائص والمشاكل التي نغصت حياة سكانها، بالرغم من أنها تعد من بين البلديات الغنية في العاصمة، وذلك لتوفر ها على موقع استراتيجي هام يربط شرق العاصمة بوسطها الى جانب كونها منطقة ذات حركة تجارية دؤوبة. كانت وجهتنا الأولى حي إسماعيل يفصح أين وقفنا على الوضعية المزرية التي تعرفها طرقات ومسالك هذا الحي، الذي يقطنه حوالي 2000 نسمة، فهي مهترئة عن آخرها وتنتشر فيها الحفر والمطبات، الأمر الذي من شأنه أن يصعب عملية السير بالنسبة للراجلين وكذا أصحاب المركبات، خاصة أثناء تساقط الأمطار التي تجرف معها الأوحال، إذ أكد أحد السكان أن اجتياز طرقات الحي للالتحاق بمقرات العمل أو إيصال أولادهم إلى المدارس، أصبح من العمليات الصعبة، موضحا أنهم يضطرون إلى ارتداء الأحذية المطاطية من أجل التمكن من التنقل بسبب الأوحال المنتشرة. وفي هذا السياق، أكد السكان أنهم قاموا بإيداع العديد من الشكاوى لدى السلطات المحلية في العديد من المناسبات طالبوها فيها بضرورة إدراج حيهم ضمن المشاريع التنموية، إلا أن هذه الأخيرة لم تتحرك ساكنا وتركتهم يتخبطون في واقع مرير منذ وقت طويل، حسب تعبير السكان، الأمر الذي من شأنه أن يثير حالة من الاستياء الشديد في أوساط مختلف السكان إزاء تماطل السلطات المحلية في حل المشاكل التي يعانون منها. ومن جهة أخرى، اشتكى سكان الحي المذكور من الانتشار الرهيب للنفايات المنزلية في كل أرجاء الحي، وأرجع بعض السكان سبب هذا الانتشار إلى امتناع الجهات المعنية عن رفع أكياس النفايات التي لم تعد بمقدور الحاويات استيعابها منذ وقت طويل، وهذا ما أدى إلى تلويث المنظر الجمالي للحي إلى جانب الأخطار الصحية. من جهتهم، طالب سكان حي رابية طاهر السلطات المحلية بضرورة بناء سوق جوارية على مستوى حيهم، وهذا بهدف الحد من المعاناة اليومية التي يتكبدونها جراء تنقلهم إلى الأحياء المجاورة بكل من حي سوريكال وحي الجرف للتبضع وشراء حاجياتهم اليومية من مختلف المواد الغذائية والخضر والفواكه. وفي هذا الصدد، قال بعض السكان أنهم يعانون كثيرا جراء التنقل عبر وسائل النقل الجماعي للالتحاق بالأسواق المجاورة المذكورة. من جهة أخرى، وقفا خلال الجولة التي قادتنا إلى بلدية باب الزوار، وقفنا على معاناة سكان حي دوزي 03 مع افتقار حيهم للإنارة العمومية، الشيء الذي صعب من تنقلات المواطنين في الفترة الليلية، إلى جانب تنامي ظاهرة السرقة والاعتداءات على المنازل والأشخاص من طرف بعض المنحرفين الذي اغتنموا فرصة انعدام الإنارة العمومية لنصب كمائنهم. كما وقفنا أيضا خلال نفس الزيارة الميدانية، على النقص الفادح الذي تسجله البلدية فيما يخص المساحات الخضراء ومرافق الترفيه وكذا الملاعب الجوارية، حيث عبّر غالبية الشباب الذين التقينا بهم عن مدى استيائهم الشديد من افتقار بلديتهم لمثل هذه المرافق الحيوية والهامة، التي تعتبر متنفسا لهؤلاء وفضاء للترفيه وقضاء أوقات فراغهم، سيما أن غالبيتهم يعانون من البطالة، ومن جهة أخرى أشار السكان أن مثل هذه المرافق التي تتوفر عليها البلدية، تعرف وضعية جد متقدمة من الاهتراء وطاقة استيعابها لا يمكنها احتواء جميع شباب البلدية. وأمام هذه النقائص التي يعاني منها سكان بلدية باب الزوار، في ظل الظروف الراهنة التي تسودها المشاكل المتفاقمة، بعيدا عن التجسيد الفعلي لبرامج التهيئة والمخططات التنموية، ناشد سكان بلدية باب الزوار السلطات المحلية بضرورة الالتفات لمجمل انشغالاتهم، سيما أنه ما تزال العديد من المجمعات السكنية تفتقر لأدنى ضروريات الحياة الكريمة.