تعيش عائلة (عيسيوي عمرو) غير بعيد عن مقر بلدية برج منايل شرق ولاية بومرداس، وبمدرسة الغزالي، وشاء القدر أن يهتك المرض برب العائلة ليترك خلفه أرملة وثلاثة أولاد يتجرعون مرارة العيش داخل (شبه) مسكن وظيفي منذ 20 سنة، تقاسمهم فيه كل أنواع الحشرات والجرذان بعد أن تآكلت جدرانه وغرق في التصدعات والاهتراء. ل. حمزة رحلة معاناة طويلة محفوفة بالألم والظلم، عاشتها عائلة عيسيوي، فهي الآن مهددة بالطرد من مسكنها، بعد أن قامت مديرية التربية بالمطالبة العاجلة بإخلاء المسكن ورفعت دعوى قضائية ضدها، وهنا أصبحت السيدة (ع. زوهرة) تتقاذف بينهما وتتجرع مرارة العيش رفقة أبنائها الثلاثة تصارع الزمن بالسكن الوظيفي الكائن فوق الأقسام بمدرسة الغزالي ببلدية برج منايل، وهي زوجة (عيسيوي عمرو) الذي كان مسيرا بمصلحة الموظفين بمديرية التربية لولاية بومرداس إلى أن توفي في سنة 1992 بعدما أصيب بمرض خبيث ألزمه الفراش وتركها، وبعد عدة سنوات تصدعت جدران ذلك المسكن وبعد معاينته من طرف لجنة متخصصة حسب السيدة زوهرة، فقد قرر رئيس البلدية رفقة رئيس الدائرة في ذلك الوقت تحويلها إلى المسكن الجديد الكائن بالطابق الأرضي خارج ساحة نفس المدرسة في سنة2002، وتؤكد ذات المتحدثة أن لديها الوثائق التي تثبت صحة كلامها إلا أن مصالح مديرية التربية قامت برفع دعوى قضائية ضدها تطالب بإخلاء المسكن والتخلي عنه، فهي تقول أنها جردت من حقها وأصبحت تتنقل بين المحاكم لإيجاد حل لهذه المشكلة القضائية التي أوقعتها فيها مصالح التربية دون وجه حق بدل مكافأتها كأستاذة ربت أجيالا، في حين أن مشكلتها هذه وصلت إلى أروقة المحكمة العليا أين أصدر حكم بإخلائها للمسكن، بالإضافة إلى أنها أرملة وأم لأبناء عاطلين عن العمل وابنة شهيد ضحى بحياته في سبيل الوطن، فأين هي جزائر العزة والكرامة. فهي تتساءل عن وضعيتها المحرجة، إلى متى تستمر على وضعها الحالي تعيش تحت رحمة الطرد من مسكنها في أية لحظة، كما تؤكد المتحدثة أن مشكلتها هذه قد سببت لها عدة أمراض نفسية وجسدية، إلى جانب تدهور المستوى المعيشي والدراسي لأبنائها فضلا عن المصاريف الباهظة التي تصرفها ما بين المحاكم والمحامين والتي جعلتها في وضعية حرجة نظرا لأنها المعيل الوحيد لأبنائها بعدما توفي والدهم وتركهم أيتاما رفقة الأم الأرملة التي لاحول ولا قوة لها يواجهون مصيرهم المجهول في عزلة، وأمام الوضعية المؤسفة التي تعاني من خلالها التهميش والإقصاء تناشد المصالح العليا للبلاد وعلى رأسهم المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي السيد والي ولاية بومرداس التدخل من أجل إنصافها واسترجاع حقها وحفظ كرامتها المهانة، في لا تطالب إلا بحقها الوحيد وهو البقاء في منزلها الذي تسكن فيه منذ مزاولاتها مهنة التعليم، كما أنها لم تستفد من أي مسكن آخر من طرف الدولة غير هذا المسكن الذي تريد البقاء فيه رفقة أبنائها حفاظا على كرامتها.