دعا الأمين العام لحركة الإصلاح جهيد يونسي أمس جميع الأحزاب المعارضة إلى الالتفاف فيما بينها وتوحيد الصفّ للوقوف في وجه النّظام وعدم تمكينه من فرصة التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكّدا على ضرورة إدخال المؤسسة العسكرية في الخطاب السياسي حتى لا تفقد دورها الرئيسي المتمثّل في حماية الشعب واستقراره. كشف المرشّح السابق للرئاسيات جهيد يونسي خلال الندوة الصحفية التي نشّطها بالعاصمة أن المكتب الوطني للحزب انطلق في عملية المشاورات مع مختلف التكتّلات السياسية المعارضة من أجل التوحد لتفويت على النّظام فرصة التزوير في الاستحقاقات القادمة، مؤكّدا أن خيار المقاطعة ليس حلاّ، بل على العكس تماما سيفتح المجال للسلطة لمواصلة سياستها العوجاء في احتكار الحكم من أجل تخطّي مرحلة التعقيد والتأزّم الحاصلة في الساحة السياسية، والذي سيكون له الأثر الإيجابي لإجراء انتخابات في جو نزيه، حيث أن الجزائر هذه الأيّام تمرّ بظروف صعبة خاصّة الوضع السياسي العام الذي كان من قبل تسوده الضبابية والغموض وانتقل إلى حالة من الاحتباس السياسي الذي يتّجه نحو التعقيد والتأزيم في الساحة السياسية، داعيا أحزاب المعارضة بقطبيها بين من يريد المقاطعة ومن يريد المشاركة إلى التوافق والتحلّي بالحكمة والعقل في هذه المرحلة التاريخية للجزائر والدخول في حوار يبنى بين قطبي المعارضة وتوجيه السهام للنضال لتحقيق الهدف وهو التغيير، موضّحا في ذات السياق أن الشعب لا يمكن أن يلتحم بقوى معارضة مشتّتة وليست على كلمة سواء من أجل التغيير الذي يعدّ الضمان الوحيد لاستقرار، داعيا كلّ الفصائل التي تعمل على الشويش بأذهان الشعب إلى أن تكفّ عمّا تقوم به وتترك القرار للشعب الذي أراد ولازال يطمح إلى التغيير الذي يخدمه ويخدم بلاده أوّلا وأخيرا والقرار الأوّل والأخير في اختيار ممثّليه يعود إليه هو وحده وليس للمؤسسة العسكرية أيّ دخل في ذلك، نافيا أن يكون لهذه الأخيرة دور في الساحة السياسية، مشيرا إلى أن كلّ محاولة لاستدراج المؤسسة العسكرية من طرف أيّ حزب أو فرد يعدّ خطأ جسيما لن يسمح به الشعب. كما أكّد ذات المتحدّث أن اختيار حركة الإصلاح المرشّح الحرّ علي بن فليس ليكون رئيسا للبلاد جاء بعد سلسلة من المشاورات أجمعت على أنه الشخصية التوافقية التي قد يقع عليها الاختيار من طرف أيّ تكتّل حزبي ولا يعني ذلك أنها ستقاطع بذلك التيارات الإسلامية التي فضّلت الانسحاب من معترك الرئاسيات، بل لأن بن فليس حظي بتوافق جميع أعضاء الحزب إلى أنه يتمتّع بنضال سياسي يمكنه من تحمل المسؤولية. وقد استنكر يونسي إقحام المؤسسة العسكرية في الخطاب السياسي لأن ذلك يضعف من دورها وهو بوادر لمؤشّرات عدم الاستقرار، ممّا قد يعرّض البلاد لربيع عربي مثل ما حدث في دول الجوار، وهو ما تسعى جميع الطبقات السياسية إلى تجنّبه، موضّحا أن المؤسسة العسكرية لها دور واضح وهو حماية الوطن وحماية الشعب من أيّ خطر خارجي أو داخلي يتربّص به. وفي السياق ذاته، أعرب يونسي عن تخوّفه من أن تطال الانتخابات الرئاسية عمليات التزوير، ولتجنّب ذلك دعا جميع الأحزاب المعارضة إلى التحالف من أجل مراقبة الانتخابات خاصّة في المناطق الحضارية التي تمثّل 50 بالمائة من الوعاء الانتخابي، مؤكّدا أن التحالف لابد أن يكون قبل 17 أفريل القادم من أجل إرساء مبادئ الديمقراطية وليس المقاطعة التي لا يحسب عواقبها بعد الانتخابات.