ألغى مدير الحملة الانتخابية للمرشح عبد العزيز بوتفليقة، عبد المالك سلال، تجمعا شعبيا في إطار الحملة الانتخابية امس بدار الثقافة ببجاية، بعد الاحتجاجات الرافضة لقدومه إلى المدينة و تطورت الاحتجاجات إلى أعمال شغب كبيرة أسفرت عن اصابات في صفوف الصحفيين و أفراد شرطة، و حرق سيارة رباعية الدفع للتلفزيون العمومي، اضافة الى سيارة برلماني من الأرندي. تحول التجمع الشعبي الذي كان يفترض ان يقيمه عبد المالك سلال ببجاية، إلى «معركة طاحنة» بين الشرطة و المحتجين، في الوقت الذي بقي فيه مدير الحملة الانتخابية و الوفد المرافق له في القاعة الشرفية للمطار، ينتظر اشارة من مساعديه للتنقل إلى دار الثقافة لعقد تجمع شعبي، لكن الأمر لم يتم كذلك، بل ازداد سوء، حيث وقف العشرات من الشبان في مقتبل العمر عند مدخل القاعة ليهتفوا في وجه من يحضر»التجمع الملغى» بعبارات نابية و هتاف»هاو شيات جديد، هاو شيات جديد»، و يتم قذفه بقطع نقدية حديدية و يقولون عنه»شحال خلصوك يا الشيات»، و بدأ الامور تأخذ منعرجا آخر عندما شرع المحتجون و هم خارج القاعة في قذف من كانوا في ساحة القاعة بالحجارة و قطع زجاجية، و حينها بدا:الخوف» يدب فيمن كانوا داخل القاعة، و هموا بالخروج منها، و حينها تم اقتحام ساحة دار الثقافة من قبل عشرات المحتجين، حيث لم يجد المنظمون سوى غلق كافة الابواب بالسلاسل الحديدية، فيما تكلفت الشرطة بوضع سد بشري لمنع تقدم المحتجين او اقتحام القاعة. و مع انفلات الأمور، و عدم قدرة الشرطة على مواجهة الوضع، و استنجادها بالغازات المسيلة للدموع، للرد على الحجارة الهائلة التي كانت تتهاطل عليهم و على الحضور في قاعة دار الثقافة، و كانت النتيجة اصابة صحفيين، اضافة الى حرق سيارة تابعة للتلفزيون العمومي، و عدد معتبر من عناصر الشرطة، ليتم في الأخير محاصرة الصحفيين داخل دار الثقافة لأزيد من ثلاثة ساعات، و لم يكن من حل سوى تهريبهم في سيارات محصنة للحيلولة دون وصول الحجارة إليهم مع غطاء كثيف من الغازات المسيلة للدموع، حتى يتم تفريق المحتجين مؤقتا. و في تعليقه على الأحداث الخطيرة التي عرفتها بجاية، قال عبد المالك سلال للصحفيين الذين رافقوه، كنتم شهود على ما جرى اليوم ، نحن لسنا دعاة للعنف ، و نحن ضد العنف و كل أشكال التطرف و الإقصاء ، إن التطرف لا يقود إلى شيء في هذا البلد «، و اكد المتحدث عن عقد تجمع شعبي اليوم في مدينة تيزي وزو. كرونولوجيا إلغاء تجمع سلال ببجاية 12.35 الشرطة تسعى للسيطرة على الوضع، في ظل محاولة المحتجين الولوج إلى داخل دار الثقافة طاوس عمروش وهم يهتفون بشعارات مناوئة للنظام. 12.55 عبد المالك سلال يقرر إلغاء لقاءه الذي كان مقررا ببجاية في ظل استمرار تدهور الأوضاع في محيط دار الثقافة. 13.10 المحتجون يواصلون رشق الشرطة بالحجارة كما قاموا بتحطيم سيارة كانت في جوار دار الثقافة. 13.30 تدخل مصالح الأمن بالقوة لتفريق المتظاهرين حيث استعملت الغازات المسيلة للدموع، وقامت بإجلاء الصحافيين والوفد المرافق لسلال في مركبات الشرطة. 13.50 تواصل الموجهات خارج دار الثقافة وإصابة شرطيين أحدهما تم إدخاله إلى دار الثقافة لتلقي الإسعافات اللازمة. 14.30 المحتجون يواصلون إلقاء الحجارة على عناصر الشرطة ودار الثقافة، التي أبقت مصالح الأمن أنصار الرئيس فيها حفاظا على سلامتهم. 15.00 المحتجون يواصلون حصارهم لدار الثقافة أين يتجمهر أنصار الرئيس بوتفليقة، في وقت حاول فيه معارضون لحكم بوتفليقة التسلسل إلى داخل القاعة، وهو ما تسبب في إصابة العديد من الأشخاص. 15.25 إصابة أكثر من 20 شرطيا خلال تفريق المحتجين ببجاية، بالإضافة إلى عدد من المواطنين خلال المواجهات التي دارت بين الطرفين في محيط دارة الثقافة. 16.30 استمرار المناوشان على الرغم من انخفاض عدد المحتجين، الذين واصلوا حصارهم لدار الثقافة، في الوقت الذي واصلت فيه الشرطة اطلاق الغاز المسيل للدموع.