شهدت مصلحة الاستعجالات الطبية و الجراحية بمستشفى الأمير عبد القادر بوادي الزناتي، صبيحة يوم الأحد المصرم، حادثة أليمة تعبر بعمق عن الواقع المرير و المؤلم الذي يعاني منه قطاع الصحة بالولاية، و الذي كان مادة دسمة للعديد من الشكاوى التي رفعت إلى السلطات العليا للبلاد، بغية إيجاد حلول عملية و فعالة لدفع عجلة القطاع للتقدم نحو الأمام و الخروج من النفق المظلم الذي يتخبط فيه. تفاصيل الحادثة تمثلت في تقدم شاب من مصلحة الإستعجالات بغية الفحص، و بعد خضوعه للمعاينة الطبية اللازمة و تحصله على الوصفة الطبية، طلب من الطبيب المناوب و بالقوة تقديم حقن مهدئة له،أين قوبل طلبه بالرفض بحجة أن حالته الصحية لا تستدعي ذلك، و أمام تعنت هذا الشاب ، طالبة الطبيبة من عون الأمن إخراجه، و الذي تفاجأ بتهجم الشاب عليه جسديا أثناء محاولته إخراجه ، مما خلف له عدة إصابات، قبل أن يحاول بعض الحاضرين التدخل من أجل فك الشجار،لتثور ثائرة هذا الشاب حيث بدأ بتخريب كل ما يوجد أمامه، قبل أن يعاود الهجوم على أحد عمال المطبخ، و الذي كان يحاول تهدئته، مما خلف له العديد من الكسور على مستوى الأنف. و هو ما حتم تحويله إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة، و هنا أيضا تطرح قضية أخرى تؤكد على تدهور قطاع الصحة بولاية قالمة، كيف لا، و المؤسسة العمومية الإستشفائية بوادي الزناتي بها أخصائي في أمراض الأنف، الأذن و الحنجرة فلماذا يتم تحويل المرضى إلى المؤسسات الإستشفائية الأخرى...؟. للإشارة فقد حلت نهاية الأسبوع الماضي لجنة تحقيق وزارية مختصة رفيعة المستوى تتكون من ثلاثة مفتشين بمستشفى الحكيم عقبي بقالمة من أجل التحقيق في الاضطرابات الأخيرة التي عرفها المستشفى وتخللتها العديد من الحركات الاحتجاجية ، بسبب القرارات التعسفية و التي انتهت بمعاقبة العديد من موظفي المستشفى و وصلت لدرجة الفصل عن العمل .